الرياسات جميعاً، كان وما يزال محاميا منكم. واعلموا أخيراً إن هؤلاء الذين شاركوكم كزملاء لا كرؤساء سيعود إليكم منهم من يعودون ليتشرفوا بحمل ذلك الرداء الأسود الذي يساوي كلمة الدفاع، ذلك الرداء الذي كان يحمله بوانكاريه وملران بين رياسة الجمهورية ورياسة الوزارة مثلما كان يصنع فيفياني ووالدك روسو ومثلما يصنع عبد العزيز فهمي ومكرم عبيد
كم كنت أود لو نقلت إليكم تلكم الخطبة الخالدة التي ألقاها المستشار (داجوسو) من نحو مائتي عام في المحامين والمحاماة، ولكن المقام ضاق فإليكم منها تلكم الخاتمة: -
(. . حسبكم جزاء على آلائكم العظمى التي تسدونها إلى الناس هذه العظمة وذلكم الجلال، وألا تكونوا مدينين بالعظمة وبالجلال إلا إلى أنفسكم. حسبكم إن يتخذ منكم الناس مثلما اتخذوا من أسلافكم من القادة والهداة والرسل، وان ترتفعوا إلى تلكم المكانة العليا فوق الكافة فتتولوا صرف المنازعات وفض الخصومات، تتولوا القضاء الفعلي بين الناس كما يتولاه القضاة الموظفون ولكن بما لكم من سمو الغاية ونزاهة القصد ونصيب ضخم من الاحترام العام وبما لكم من نفوذ الكلمة وبلاغة التأثير وجلال العبارة. . . . فهل انتم إذن ستكونون لأنفسكم أداة تقدم لا عوامل تنفتل بكم إلى الوراء؟. . هل ستكون هذه المحاماة التي طالما عملت لمجد الأمة، وكم ستعمل في سبيلها؟ هل ستكون عند رجائنا فيها فتحتفظ لنفسها بمنزلتها الرفيعة العليا بين المهن، بالفقه وبالبيان ولكن بالعدل والنزاهة أيضاً؟. .)
أيها الزملاء! كلمة أخيرة
إن نقيكم العظيم المضطلع بشتى شؤون الدولة يكاد يقول مثل (الملك الشمس)(أنا الدولة) فأهيبوا به أن يذكرنا. . . . وعندما يصدر القانون، وتتقرر حصانة المحامي في الجلسات، يومئذ تلمسون بأصابعكم ما قاله ماكس باتو من أن المحامي ملك، بل وتضيفون إليه أيضاً أن المحامي ملك