للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الصدر بما اجن منه والقلب بما وجد، وأن أحس خفق قلبك وتحسين دقات قلبي. . . فإذا كنت تؤمنين بما أؤمن به - وما أؤمن من الناس إلا بكِ وحدكِ لا شريك لكِ - وإذا لم تكوني خيالاً ينسخه النور. . وإذا كنت أنثى. . وكان لك قلب، فبالله ألا ما أسمعتني هذا الصوت مرة أخرى!! وهل أقل من ذلك؟؟

إنك جميلة وحزينة يا من لا أعرف اسمها - ولو كنت اعرفه لظننت به على الدنيا التي تجملينها - هذا ما قاله لي صوتك حين سمعته في فحمة الليل الساكن. وقد رأيتك بعد ذلك في الشرفة وفي يدك الوردة الحمراء ونظرت إلى عينيك الواسعتين تحت حاجبيهما المستقيمين فأعادت على نظرتهما ما كان صوتك قد أوحى به إلي - وإلا فلماذا يرتخي الهدب الطويل الأوطف إلا ليحجب ما عسى أن تشي به النظرة من الخواطر؟؟ ورأيت فمك الجميل وشفتيك الورديتين خلقة لا صناعة. . . شفتيك اللتين لا تعرفان كيف تبتسمان. . وفكرت في هاتين العينين اللتين لا اجتلى فيهما البشر والرضى، وفي هذا الفم الحلو الذي لا تريدين أن تدعيه يفتر عن ابتسامة - ولو ساخرة - فكرت في ذلك لحظة وان كانت عيناك وشفتاك جديرة بالتأمل دهراً كاملاً. . . ومن أعاجيبك أنى أراك أحياناً مسرورة ويبدو لي أنك قريرة العين ولكن لا ابتسام، ولا ضحك، ولا شيء من مظاهر السرور المألوفة. . . فقد لاحظتك ودرستك وخبرتك بقدر ما يتيسر ذلك لبعيد مثلي لا يراك إلا من النافذة، وأعجبت بشبابك وجمالك ورزانتك وكبريائك أيضاً، وبذوقك السليم في الثياب والزينة. . ودرست الذين حولك من أهلك. . . واحسب هذا الرجل المحتشم أباك وأظنك ورثت عنه هذا الجد الصارم والتحفظ الشديد. . وتلك احسبها أمك وان كانت تبدو اصغر من أن تكون أماً. ويعجبني منك ومنها إنكما تبدوان كصديقتين لا كأم وابنتها. والآخرون. . ولكن مالي وهؤلاء جميعاً؟؟

وقد رأيتك أمس تخرجين مع أمك أو يحسن أن اسميها صديقتك فإنها أشبه بذاك - وكنت واقفة بالباب تنتظرين أن تلحق بك وفي يدك وردة صغيرة تشمينها. . وإني لمجنون. . وإن لك أن تقولي إني طفل يرجو ويؤمن، أو رجل يحلم، ولكني اعتقد أن هذه الحركة الرقيقة كنت أنا المقصود بها، فما كان في الطريق ولا في النافذة غيري. . ونظرت إلى ناحيتي ثم رفعت الوردة إلى انفك الجميل وبعثت إليّ بهذه الوسيلة رسالة. . رسالة من

<<  <  ج:
ص:  >  >>