للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وألهب ظهره بمائة سوط - فكان إذا أفاق من غشيته بعد الضرب يضحك ويقول: الحمد لله إذ ضربني المدير بنفسه) ثم نظر إلى الحاكم الغاضب وضحك مرة أخرى وقال: (ضربك شرف يا سعادة البك!)

وبعد فلقد آنساني آخر الكلام أوله، ولابد من أن أعود إلى ما كنت فيه. أقول إني أخالف الأستاذ أحمد الأمين في رأيه كل المخالفة، ولا أذم النقاد في عصرنا الحاضر، بل أني أشكرهم وأعدها لهم مكرمة عظيمة أن فتروا في النقد وخشعوا عنه. ولعل فيما قدمت من قولي ما يقنع الأستاذ ومن يرى رأيه بأن واجبنا أن نحمد الله على قلة النقد وتعفف الناقدين عنه، واقتصارهم على الإعلان والمجاملة أحياناً، أو التجهم أو التنكر أحياناً أخرى بحسب مكان المؤلف منهم وهل هو صديق أم هو بغيض؛ فلقد أدرك الناس منهم ذلك واطمئنوا إليه. فإذا أراد الأستاذ بعد ذلك أن يستمر في المحاجة والمناقشة فإني مضطر إلى أن ألجئه إلى ركن لا يستطيع فيه المقاومة ولا يجد لنفسه مناصاً من الإقرار لي بالغلبة - وذلك أنه قال إن التأليف قد زاد في عصرنا - أليس كذلك؟ ثم قال أن النقد قد ركد كذلك في عصرنا - أليس كذلك؟

أفلا يرى الأستاذ اللوذعي أن هاتين الحقيقتين منذ تلازمتا كانت إحداهما نتيجة للأخرى؟

فإذا أراد الأستاذ أن يستمر التأليف على نهضته كان عليه أن يترك النقد نائماً ولا يوقظه

أيحاول الأستاذ الأمين بعد هذا مجادلة؟

محمد فريد أبو حديد

<<  <  ج:
ص:  >  >>