يطارد المجد في زمان ... إقباله غادر لعوب
الشهم من ناسه شريد ... والحر من أهله غريب
وهذه الأبيات - وإن كانت عادية - فيها روح من يطارد المجد
وأما باريس، فلها الله باريس! كل ما أثنى به عنها قوله في المطلع: (يا جنة الخلد) وقوله بعد ما ذكر أنه ألقى بأرض أصح أحلامها كذوب:
أديم أجوائها سواد ... فلا شروق ولا غروب
وحب غاداتها موات ... فلا سكون ولا هبوب
أكل ما يقال عن باريس أن الضباب يملأ أجوائها وأن حب غاداتها موات؟ وهل تعد هذه الأشياء من خصائص باريس التي تميزها من غيرها؟ أو لا يصح أن يطلق على القصيدة بدلاً من (غريب في باريس): غريب في أي بلد من بلاد الله التي يصح أن تشبه بجنة الخلد، ويكثر فيها الضباب ويكون حب غاداتها مواتاً. .؟
ألا إن الغريب في باريس يقول قصيدة لم يقلها بعد الدكتور زكي مبارك
ثلاثة شعراء
هم الأساتذة: سيد إبراهيم، عزيز بشاي، كامل كيلاني. أنشد كل منهم قصيدة كنا نود لو أنشأ أو أختار من شعره غيرها تكون أدنى إلى الغاية المرجوة من الموسم، فالناس يبتغون من موسم محتفل له شعراً يشعرهم بجزالته وعلو معانيه وسمو أخيلته أن للموسم خطراً. . . أما الأول والثاني فكان قولهما تافهاً: معان عامة وأفكار عادية وأسلوب خال من القوالب والتعبيرات الشعرية مثل قول الأول يناجي ولده:
جذلان تفرح لو يز ... يد على نصيبك درهم
وقول الثاني يصف حال الأغنياء:
لا يملؤون بمليم عقولهم ... ويملؤون بطوناً بالجنيهات
وما إلى هذا مما لا نطيل بذكره لعدم فائدته. وإنه لخير للأستاذ إبراهيم أن يقتصر على خطه الجميل ويدع الشعر للشعراء
أما الثالث وهو الأستاذ كامل كيلاني فقد ألقى قصيدته (الباز والقبرة) وهي تحكي أن (بازاً) اصطاد (قبرة) فجاءه (لقلق) يأخذ عليه استبداده بالقبرة الضعيفة، فقال له الباز: وأنت أيضا