للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المشاكل الناشئة من هذا الواجب دراسة علمية، ولم تحاول الشعوب البريطانية أن تتبادل الرأي للاتفاق على المبادئ التي يجب أن تسير عليها في تحضير هذه الشعوب. وأخيراً إن الإمبراطورية في حاجة شديدة إلى اشتراك أجزائها في العمل في الميدان الاقتصادي. لقد أخذت الشعوب البريطانية على عاتقها القيام بعمل كبير هو تنمية موارد أصقاع واسعة في العالم، لم تنمَّ بعد، حتى تنتفع الإنسانية بهذه الموارد، ولكنها لم تعر هذا العمل ما يستحقه من العناية. وليس لها أن تعده مجرد وسيلة لاستغلال هذه البلاد أو تتركه للظروف والأقدار أو تكله لإشراف الاتحادات التجارية الكبيرة غير المنظمة بل يجب عليها أن تفكر فيه وتنظمه على قاعدة تعاونية بالاتفاق مع جميع الدول الداخلة في دائرة الإمبراطورية والتي تشترك معها في تحمل تبعته كما أن عليها عندما تقوم بهذا الواجب أن تراعي جانب العدل في معاملة الشعوب الهمجية

إن المجال لا يتسع هنا لبحث ما يتبع من الوسائل في أداء هذه الواجبات أو الأداة اللازمة لأدائها، ولكن الذي لا مرية فيه أنه إذا لم يشرع العاملون على تنمية موارد الإمبراطورية في عملهم بمثل هذا الروح الذي وصناه وهم عالمون بما في وسعهم أن يصلوا إليه بمجهودهم، إذا لم يفعلوا ذلك فان الأمل قليل في بقاء الإمبراطورية البريطانية كهيئة سياسية عاملة. لقد أخذت هذه الإمبراطورية تسير بعد الحرب نحو الانحلال السلمي بخطى سريعة، وإذا ظلت تسير في هذه السبيل كان ذلك دليلاً على إفلاس السياسة البريطانية

ولقد كان من نتائج شعور الإمبراطورية بحاجتها إلى سياسة تعاون قومية أن وضعت عدة اقتراحات ترمي كلها إلى تدعيم وحدتها بتقوية الروابط المالية بين أجزائها المختلفة. ومن هذه الاقتراحات أن تترك الأملاك المستقلة والهند سياسة الاكتفاء بالنفس من الناحية الاقتصادية أو تعدلها بعض التعديل على أن تعود الإمبراطورية مجتمعة إلى السياسة التي كانت تسير عليها بين عام ١٦٦٠ وثورة المستعمرات الأمريكية فتبدأ بإقامة سياج جمركي حول الإمبراطورية كلها بصد تجارة البلاد غير البريطانية ثم يتبع في داخل هذا السياج بالتدريج نظام التجارة الإمبراطورية الحرة. ويرجو أنصار هذا الرأي أن تؤدي هذه الوسائل إلى تمكين الإمبراطورية البريطانية بصفة عامة من الاكتفاء بنفسها وهو ما تعجز عنه بريطانيا وحدها بطبيعة الحال. وبذلك تصبح الإمبراطورية وحدة مالية على نمط

<<  <  ج:
ص:  >  >>