- (ولمه؟ قد اخترت الحياة، أما أنا فقد فضلت الموت!)
- (لقد نصحت لك!)
- (أجل! لقد نصحت لي! وقد يحمد لك تيهك في هذا العالم الفاني، أما أنا، فستحمد لي الآلهة تفانيّ وحكمتي في العالم الباقي!)
- (ولكنا سيان في هذه الزلة
- (لا تنزعجي يا عزيزتي! ستعيشين طويلاً! أما أنا، فقد قدمت حياتي قرباناً للموتى منذ زمن طويل. وإذ يبلغ حوارهما هذا الحد، يقول الملك: (إحدى الفتاتين قد فقدت صوابها كله، أما الأخرى. . . فلا صواب في رأسها البتة!!
فتقول إسمنيه: (مولاي! في مثل هذه المحنة لا يملك أحد صوابه!)
فيقول الملك: (على كل حال لقد فقدت صوابك بمحاولتك مشاركة هذه المجرمة في إجرامها!
- (وما قيمة الحياة لدي إذا فقدت أختي يا مولاي؟
- (لا تقولي أختي! إنها لا شئ! لا شيء منذ الآن!
- (ماذا!! أتقتل خطيبة ولدك؟ أتقتل أنتيجونى؟)
- (النساء كثير يا إسمنيه!)
- (والحب!! الحب الذي ألف بين قلبيهما يا مولاي؟)
- (ومن يبتغي رفيق إفك وعرس خبث لولده؟)
وما كاد الملك يقولها حتى تنتفض أنتيجونى انتفاضة هائلة وتقول:
- (هايمون! حبيبي هايمون! كم ذا يسيء أبوك إليك!)
فيقول الملك: (بل أنت وزيجتك النكراء شجو علي، وظلام في حياتي!
ويتساءل رئيس المنشدين: (وهل تفصل بينهما يا مولاي؟ أتحول بينها وبين ولدك؟)
فيقول الملك: (أنه الموت وحده سيحول بينهما!)
- (إذن. . . انقشعت سحب الريب! ستقتل الفتاة!)
- (ما في ذلك شك! أيها الجنود! هلموا بها إلى السجن! ستذوب شجاعتها حين يقترب الموت من عينيها العنيدتين!