ويأخذ المنشدون في نشيد طويل حلو مليء بالعبرة مبلل بالدموع، ويذكرون محنة بيت قدموس منشئ طيبة وجد أوديب، ثم يرتلون صلاة شعرية لزيوس ما يوشكون يفرغون منها حتى يقبل هايمون المسكين العاشق - خطيب أنتيجونى - فيخاطب رئيس الخورس الملك قائلاً:
- (هايمون أيها الملك! ولدك الأوحد، وآخر عُسلوج في دوحتك! هاهو ذا مقبلاً وقد حطمه الهم، وهدمته المصيبة الفادحة. . . أوه! أنه يبكي! يا للآلهة! أيذرف الدمع من أجل حبيبته. . . الضحية؟ أم هو قد جاء يلتمس منها نظرة للوداع؟!)
(يدخل هايمون)
- (من يستطيع أن يحدس؟ سنعلم كل شيء فانتظر. (مخاطباً ولده) أحق يا بني أنك جئت إلى هنا مدفوعاً بثورة من الهم مما آل إليه أمر خطيبتك؟ أكبر ظني أن حبك أباك سيرجح عندك كل حب، وطاعتك إياه ستبرر لديك تصرفاته مهما تكن!)
ويصبر قليلاً كمن جف لسانه من الظمأ والغشية، ويقول:(أنا ابنك يا أبتاه! سأخضع لكل ما ترى من رأي، ولن أوثر على محبتك أجمل حسبان الخلد)
- (بورك فيك يا ولدي لقد كان هذا أكبر رجائي في رجاحة عقلك وعظم قلبك! إنه ليس أحب إلى الآباء من ذرية صالحة طيّعة يخزون بها الأعداء، ويسرون بها الأصدقاء؛ وإني لأثق أن هايمون اللبيب لن يفقد صوابه من أجل امرأة! اسحقها يا بني كما تسحق ألد أعدائك، وأبعث بروحها الشريرة تبحث لها عن زوج شرير في ظلال هيدز!! لقد ثارت وحدها على الملك وعلى مجلس طيبة، وقد صممنا على إعدامها من أجل ذلك، ولن ننكص على أعقابنا فيما أبرمنا! إننا هنا لا يُملى علينا ونحن أصحاب الأمر والنهي، وقد ركزت المدينة الخالدة سلطانها المبين في شخصنا فيجب أن نطاع إطلاقاً ولو كانت أوامرنا ضرباً من الشطط. . . إنه لا يهدم عظمة الشعوب كقيام الرعية ضد ملوكها ولا يهزم الجيش العرمرم ذا الأيد كعصيان جنوده قواده! وسيرى الجميع أنني هنا لأحمي القانون، وأنني لست هنا لأذل أو أتقهقر أمام امرأة!)