أبا الحرية، ورابعاً حافظ الديمقراطية، إلى غير ذلك من الألقاب التي تذكر المرء بألقاب أهل الدول إذا ارتج أمرها وكادت تميد بها الأرض، فيعمد خيال أهلها إلى الألقاب يضخمون منها بما يخيل إليهم أن فيه المنجى والملاذ
أليست هذه ظاهرة من ظاهرات الفوضى العقلية الدالة على أن النقد عندنا إنما يقوم على نزعة تقديرية لا تزن الأثر ولا تزن الشخص، وإنما تزن الأثر والشخص على مقتضى الظرف الحاصل؟ ولو أننا نزعنا في النقد النزعة التقريرية مؤمنين بعدد ثابت من الحقائق والنظريات والمثاليات، مؤتمنين بما توحي به من آداب اجتماعية عليا، إذن لاستطعنا أن نقضي على هذه الفوضى الغامرة التي تكاد تبتلعنا لججها
وما كان لي أن أتكلم في موانع النقد في بيئتنا الجديدة، اللهم إلا أن أكون قد قذفت بنفسي في أتون تترع نيرانه الشوى. فليتصد للكلام في هذا غيري ممن لا حاجة به إلى شواء