للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمخطوطات وما إلى ذلك عوناً على الدراسة العلمية المنظمة، والبحث في حياة الكائنات، وتقصي الحقائق والتأليف، مما كان في مجموعة أشبه شيء بمهمة الجامعات في العصور الحديثة

أنشأ سوتر هذا المتحف بمساعدة فيلسوف أثيني هو (ديمتريوس فاليرون) الخطيب اليوناني الذي استصحبه سوتر في عودته من حرب ديمتريوس ملك مقدونية. ومما يدعو إلى كثير من الأسف أننا لا نعثر الآن على كثير من معالم ذلك المتحف في حين استطعنا أن نلم بكثير من المعلومات عن المعاهد المعاصرة له. ومن عجب أن يكون هذا، لأن المتحف أنشئ في وضح التاريخ، وفي عصر عاهل شهير، وفي مدينة من أعظم مدن العالم القديم! ولعل التنقيب يكشف عن بعض معالم المتحف الإسكندري لو كان للتنقيب من سبيل

غير أنه لحسن الحظ استطعنا أن نصل إلى بعض إنتاج المتحف الإسكندري في النقد الأدبي وفي العلوم الرياضية والجغرافية وغير هذه وتلك من فروع المعرفة الإنسانية، فإذا لحظنا ضعفاً ظاهراً في الأدب والشعر والفلسفة، فإنما يعزى ذلك إلى ضعف هذا العصر الأول من عصور الجامعة في هذين النوعين من الإنتاج بالمقارنة مع أثينا وأيونيا اللتين كانتا إذ ذاك في أوجهما العلمي

إن فكرة جعل الإسكندرية مركزاً للتجارة ومستقراً للعلوم والآداب والفنون، اختمرت تدريجا في ذهن بطليموس سوتر اختماراً ساعد على إخراجه إلى عالم الحقيقة ذلك الفيلسوف الإغريقي. . وكان لا بد أن يكون تأسيس المتحف على غرار يوناني بحت، إذ أنه وليد فكر يوناني كما نرى. .

نشأت المدارس اللاتينية بادئ الأمر في شكل حلقات للدرس، تنتظم حول معلم يتحدث إلى تلاميذه في فرع من فروع المعرفة، وما لبثت هذه الحلقات أن استحالت إلى هيئات علمية منظمة، عرفت كل منهما باسم معلمها الأول، واتخذت اسم (الأكاديمي) وقد كانت هذه الهيئات العلمية في بلاد اليونان بعيدة عن أي إشراف حكومي، إلا في الأوقات التي كانت ترى فيها الحكومات ضرورة قصوى للتدخل في حريتها العلمية ابتغاء الحد من تلك الحرية، محافظة على سلامة الأداة الحكومية من أي شطط ينتجه التفكير الحر

أما في مصر فقد حتمت البيرقراطية الحربية أن يكون المتحف تحت الإشراف الحكومي

<<  <  ج:
ص:  >  >>