فهذه الأهوال العظيمة قد أسفرت عن مائة ألف نسمة نكبوا بصورة مباشرة فمنها عائلات الشهداء وأيتامهم وأراملهم، وعائلات المسجونين والمعتقلين وأقاربهم، وسكان المدن والقرى التي دمرت بعد أن فروا عند النسف والهدم من منازلهم، تاركين جميع حاجاتهم وأثاثهم وملابسهم، فتشردوا في العراء بلا فراش ولا طعام ولا مأوى. وقد كثرت في هؤلاء المنكوبين الأمراض والوفيات. ولولا أن بقية الأهالي قد قادوا وبذلوا كل شيء يستطيعونه لإغاثة إخوانهم بعض الغوث - وهو ما لا يفي بحاجة ولا يسد ثلمة - لكانت الكارثة أوجع والخطب أفجع
على أن الحالة برغم شهامة الناس هناك قد تجاوزت كل ما يتصور العقل من شناعة وفظاعة مما ستكشفه الأيام بعد حين وعندما يباح نشر الرسوم ووصف الخطوب
وسيتضح عند ذلك أن ما نزل بفلسطين إنما هو من النوع الذي أصاب البلاد العربية على الخصوص والإسلامية على العموم من جنكيز وهولاكو وتيمور. ويا حبذا لو تنتدب الأقطار المجاورة وفوداً تجوب نواحيها لترى بالعين وتسمع بالأذن ما أصابها وما حل بها. حيث لا تقع العين إلاّ على قتيل أو شهيد. ولا يصادف المرء في طريقه سوى الخراب والدمار في المدن والريف
فاللجنة الفلسطينية العربية في مصر توجه إلى هذه المحن الأليمة عواطف الإنسانية جمعاء، وتنادي كل قلب فيه ذرة من الحمية ليبادر المحسنون إلى نجدة المنكوبين وإغاثة الملهوفين بما يخفف هول النكبة ويلطف ألم البلوى. والله لا يضيع أجر المحسنين
وهذه اللجنة ترجو من أهل الخير أن يرسلوا تبرعاتهم إلى منكوبي فلسطين بواسطة جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة وهي تتولى توصيلها إلى الهيئة المختصة في فلسطين فتوزعه على المحتاجين