جاء في أول هذا الباب تحت عنوان (أسبوع المتنبي في دمشق) أن افتتاح المهرجان كان في يوم ٢٧ يوليو الماضي والصحيح أنه كان في يوم ٢٣ يوليو
فتوى مشيخة الأزهر في (الحجاب) و (الختان)
نص الفتوى:
(كتب إلينا من البلاد الهندية أن طوائف من أهلها الهندوكيين يريدون أن يتخذوا الإسلام ديناً لهم، ولكن عادتي حجاب النساء والختان تثبطانهم عنه بعض التثبيط. وقد طلب إلينا أن نبدي رأينا في هاتين العادتين وعن علاقتهما بالدين الإسلامي، فلم نر بد من تلبية هذا الطلب راجين أن يكون فيه هدى للمسترشدين وبيان للمتثبتين
شرع الله تعالى الدين الإسلامي ليكون ديناً عاماً للبشر كافة في كل زمان ومكان، فجاءت شريعته مراعية لجميع الحاجات المادية والمرافق العمرانية للأفراد والجماعات، وضامنة كل ضروب الحريات الضرورية لهم في حدود الناموس الأدبي العام، بحيث لا تتعاكس هذه الحريات ومصالح الاجتماع، ولا تتضارب والأخلاق التي هي أساس العمران. فليس يوجد بين النظم الدينية والاجتماعية ما يوفق بين مطالب الأرواح والأجساد ويربطها برباط وحدة وثيقة غير النظام الذي جاء به الإسلام
لست بصدد تفصيل هذا الإجمال، فلا أتعرض له إلاً لبيان أمرين فيه هما مسألتا الحجاب والختان، وهما اللتان طلب إلينا بيانهما
الحجاب
إن حجاب النساء كان معروفاً ومعمولاً به قبل مجيء الإسلام بقرون كثيرة في جميع الأمم المعرقة في المدنية، وقد أخذه عنهم اليونانيون والرومانيون على أقصى ما يعرف عنه من التشديد قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة، وكان الإسرائيليون جارين عليه أيضاً على عادة معاصريهم
فلما شرع الله الإسلام راعى في هذه المسألة ما راعاه في جميع المسائل الاجتماعية من الاعتداد بالمصلحة العامة في حدود الناموس الأدبي العام فأنزل قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل