له: إن ما يخسره الأدباء من الصلة الأدبية بينهم وما يكون من اجتماعاتهم وروابطهم حيث تعطى عصارة الرأي وناضج الأدب وصرف الجمال، أكبر من الربح السريع فيه معاني التجزئة، وحقيقة التشويه، وذل الأمة
النقد النزيه وحده كاف لأن يكون أثراً فعالاً وقوة ريّضة لإيقاد الشعور وتحفيز الهمة. ولِمَ لا وقد يجد المنقود في النقد النزيه أخاً يجادله في حب، ويناظره في لين، ويكاتبه في ابتسام وسرور. وكم يجد لعزائه من سلوة حينما يجد ناقده النزيه يكشف له عن عيبه في رقة وعن خطئه في إشفاق. ولا تنس أن ذكر المحاسن في النقد والتماس التشجيع في امتداح الجودة وشكر الجميل وسيلة كبرى في نشر الثقافة ورقي الأدب وانتصار النقد
قد يحجم أكثر المتأدبين عن النقد ويركنون إلى الدعة والراحة إذا ما رأوا كاتباً من الكتاب يحترق في لهيب النقد الغاضب راضين من الغنيمة بالإياب، وتلك هزيمة منكرة تشنها الفوضى الأخلاقية على العقل والعلم والأدب والنقد جميعاً، كما أني لا أقصد الإفراط في التلطف والشكر على قبيح يشوه حقيقة النقد من أجل رعاية الخلق والأخلاق. لا. وإنما أريد الاعتدال والنصفة، حيث يلتقي كلا الخصمين على شاطئ الإخاء يقودهم الأدب إلى حيث اللقاء الدائم والصفاء المستمر