للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وومض هذا الخاطر في ذهنه: (وماذا. . . إذا ظهر في هذه اللحظة شبح عمي كلافدي ولكن بطبيعة الحال. . . هذا محال)

ومع أن الأشباح - كما نعرف جميعاً - خرافات من ذرية الذكاء المحدود. . . فقد ضم فاكسن غطاءه عليه حتى غطى رأسه وأغمض عينيه تماماً! على أن الجثة التي سارت وهي ملفوفة في كفنها عادت إلى ذهنه بعد برهة قليلة، ورفعت أمام مخيلته صور المرحومة حماته، وزميل له شنق نفسه، وفتاة أغرقت نفسها أيضاً. . . وحاول فاكسن أن يطرد عن ذهنه هذه الصور السوداء ولكنه كان كلما أمعن في الطرد أمعنت هذه الصور في الثبات، وأحاطت به خيالات مخوفة، وأخذ يحس بالرعب المتمكن والجزع الشديد

وقال لنفسه:

(إلى المشنقة بهذه الخواطر جميعاً. . . هأنذا خائفاً في هذا الظلام كطفل. . . معتوه. وسمع الساعة تدق في الغرفة المجاورة: (تك. . تك. . تك)

ورن ناقوس الكنيسة في فنائها القريب مبيناً الوقت. . دق الناقوس في بطء وانقباض وحزن. . وسرت رعشة شديدة في عنق فاكسن امتدت إلى عموده الفقري، وخيل إليه أنه يسمع إنساناً يتنفس فوق رأسه بثقل! كأن العم كلافدي قد رأى أن يبرح إطار صورته وينحني فوق ابن أخيه. . . وشعر فاكسن بالرعب الذي لا يحتمل، فصرَّ بأسنانه، وعلق أنفاسه في هول

ولما قفزت حشرة من الحشرات الطائرة إلى النافذة المفتوحة وانقلبت تطن فوق فراشه لم يستطع الاحتمال أكثر مما احتمل فجذب زر الجرس بعنف

وسمع بعد هنيهة صوت الحاضنة الألمانية واقفة على بابه تقول بالألمانية:

(ما الذي تريده يا ديمتري اسيبفتش؟)

فصاح فاكسن فرحاً (آه. . أأنت يا. . . روزاليا كارلوفنا لماذا تتعبين نفسك؟. . أين جافريلا؟ لا بد أن. . .)

(بعثت أنت بنفسك جافريلا إلى المدينة. . . وجافريلا مضت تقضي الليل في بعض الجهات. . . وليس في المنزل أحد سواي. . . فما الذي تريده من فضلك؟)

(حسنا. . . الذي أريده. . . هو. . . ولكن من فضلك ادخلي. . . لا داعي للقلق. . أنه. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>