ودخلت روزاليا كارلوفنا وهي امرأة بادنة حمراء الخدين!! ووقفت على الباب وقفة المنتظر
(اجلسي من فضلك. . . أنت ترين. . . أن الأمر هكذا. . .)
وعجب وقال لنفسه: أي شيء أسألها فيه وعنه. .؟ وسارق صورة عمه النظر وشعر بروحه تعود تدريجياً إلى الهدوء
(الذي أوده منك في الحقيقة هو. . . آه. . . لما ينطلق الخادم إلى المدينة لا تنسى أن تخبريه بأن أ. . . أ. . . يجيء ببعض أوراق السجاير. . . ولكن من فضلك اجلسي)
(ورق سجاير. . . حسناً. . . وما الذي تريده أيضاً؟؟)
(الذي أريده. . . لا شيء أرغب فيه ولكن. . أجلسي. . سأفكر في شيء آخر بعد دقيقة)
(العذراء. . . تخاف البقاء وحيدة في غرفة رجل يا سيد فاكسن. . . فهمت! إن حاجتك إلى ورق سجاير. . . كانت في الواقع لا تستدعي إيقاظ أحد. . . فهمتك)
وانقلبت روزاليا كرلوفنا على عقبيها وغادرت الغرفة، وسكن روع فاكسن لما تحدث معها وخجل من جبنه للغاية، وغطى رأسه، وأغمض عينيه، وشعر مدة عشر دقائق كاملة بالراحة التامة، وبعد هذا زحفت إلى ذهنه نفس الخزعبلات الماضية. . . فتحسس الثقاب وأشعل شمعة وهو مغمض العينين! وأصبح النور بعد الهلع الذي هيمن على كيانه عديم الجدوى، فقد صور له خياله المضطرب أشباحاً طلعت من الأركان وبدت عيون عمه تتحرك. . .!!
فقرر قاطعاً:
(سأدق لها الجرس مرة أخرى. . . لعنة الله على المرأة. . . سأخبرها بأني أشعر بالتعب وفي حاجة إلى بعض أقراص من الحلوى)
وشد فاكس الجرس فما جاوبه أحد. ودق ثانية فسمع جرس الكنيسة يدق كأنما يجاوب على دقاته بمثلها. واستولى عليه الرعب وشاع في جسمه البرد فقفز من فوق سريره وغادر مخدعه يعدو راسماً علامة الصليب، وأخذ يلعن نفسه لجبنه وخوره وجرى حافي القدمين في قميصه الليلي حتى بلغ غرفة الحاضنة