والديموقراطية بصورة مادية مروعة، إنما هي ناحية من المعركة العامة التي تدور رحاها اليوم في أوربا بأسرها، تارة في الجهر وتارة في الخفاء، وربما كان من الصعب اليوم أن نتبين نتائج هذه المعركة الحالية في المستقبل القريب؛ بيد أن الذي لا ريب فيه هو أن الديموقراطية فقدت كثيراً من قوتها القديمة، وأدت بضعفها وتخاذلها وما كشفت عنه في الأعوام الأخيرة من نواحي الفساد، إلى إضعاف العقيدة الديموقراطية وتحول جانب كبير من أنصارها إلى الجبهة الخصيمة؛ وهذا وجه الخطر في مستقبل الديموقراطية. وإذا أسفرت المعركة الحالية في أسبانيا عن فوز العسكرية الطاغية، فإن ذلك يكون ضربة جديدة للديموقراطية بأسرها، وعاملاً جديداً في انتعاش القوى الرجعية، ونذيراً بالمستقبل المظلم الذي يهدد الديموقراطية في جميع البلاد التي لا زالت تصمد فيها.