النساء، إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولاً معروفاً. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى. وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله؛ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً. واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً).
ولم يكن المقصود من فرض هذا الحجاب على أمهات المؤمنين إلا حجبهن عن الأنظار بحيث لا يراهن الرجال، فلم يكن عليهن حرج بعد ذلك في أن يخرجن للحج وغيره، ولا في أن يجتمعن بالرجال مع هذا الحجاب للعلم والتعلم، وتبليغ الأحكام التي أخذنها عن النبي صلى الله عليه وسلم لمن يريدها منهن.
وقد خرجت عائشة في هودجها للمطالبة بدم عثمان رضي الله عنه، وقادت الجيش الذي حارب علياً رضي الله عنه في وقعة الجمل بالبصرة.
وقد مات صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم سلمة بنت أبي أمية، وسودة بنت زمعة، وزينب بنت جحش، وميمونة بنت الحارث بن حزن، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وصفية بنت حي. وما من واحدة من هؤلاء التسع إلا وكان بيتها مجمعاً لطلاب العلم الذين يقصدونها من سائر النواحي، فيجلسون إليها ويستمعون حديثها، وتناظرهم في العلم ويناظرونها فيه، والحجاب مضروب بينها وبينهم، فيأخذون عنها بدون أن يروها.
وممن روى عن عائشة من الصحابة عمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى وغيرهم من الصحابة؛ وممن روى عنها من التابعين سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون وعلقمة بن قيس وغيرهم.
وممن روى عن حفصة من الصحابة فمن بعدهم حارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الله ابن صفوان وغيرهم.
وممن روى عن أم حبيبة أخواها معاوية وعتبة وأبو سفيان ابن سعيد ومولاها سالم بن شوال وابن الجراح وعروة بن الزبير وغيرهم.
وممن روى عن أم سلمة من الصحابة فمن بعدهم أخوها عامر ومولاها عبد الله بن رافع وأبو عثمان النهدي وأبو وائل وسعيد ابن المسيب وغيرهم.