للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وممن روى عن سودة ابن عباس ويحيى بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.

وممن روى عن زينب ابن أخيها محمد عبد الله بن جحش وأم حبيبة وزينب بنت أبي سلمة.

وممن روى عن جويرية ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد ابن السباق والطفيل ابن أخيها وغيرهم.

وممن روى عن صفية ابن أخيها ومولاها كنانة وزين العابدين علي بن الحسين وإسحاق بن عبد الله ومسلم بن صفوان.

فلم يكن ذلك الحجاب الذي فرض على أمهات المؤمنين إلا لذلك الغرض الخاص دون غيره من أغراض الحياة، ولم يحل بينهن وبين القيام بمطالب دينهن ودنياهن، ولا بينهن وبين مشاركة أولياء الأمور في تدبير شؤون المسلمين. وقد كان الخلفاء يرجعون إليهن في كثير من الامور، ويسمعون إلى نصائحهن ويعملون بها.

ومن هذا أن عثمان لما اضطرب عليه الأمر في آخر خلافته كتبت إليه أم سلمى تنصحه:

يا بني - ما لي أرى رعيتك عنك نافرين، وعن جنبك مزورين؟ لا تعف طريقاً كان النبي صلى الله عليه وسلم ولجها، ولا تقتدح زنداً كان أكباها. توَخَّ حيث توَخَّى صاحباك، فإنهما ثَكَما الأمر ثَكْما، لم يظلما أحداً فتيلاً ولا نقيراً، ولا يختلف إلا في ظنين - هذه حق بنوتي قضيتها إليك، ولي عليك حق الطاعة.

فكتب إليها عثمان:

يا أمنا - قد قلت ووعيت، ووصيت فاستوصيت، ولي عليك حق النُّصتَةُ، إن هؤلاء القوم رعاع غَثرَة، تطأطأت لهم تطأطؤ الماتح للدّلاء، وتَلدَّدْت لهم تلدُّد المضطر، فأرانيهم الحق إخوانا، وأراهم الباطل إياي شيطاناً، أجررت المرسون منهم رسنه، وأبلغت الراتع مسقاه، فتفرقوا علي فرقا: صامت صمته أنفذ من قول غيره، ومزين له في ذلك، فأنا منهم بين ألسنة لدَادٍ، وقلوبٍ شداد، وسيوف حداد. عذيري الله! ألا ينهي منهم حليم سفيهاً، وعالم جاهلاً - والله حسبي وحسبهم يوم لا ينطقون، ولا يؤذن لهم فيعتذرون.

(للكلام بقية)

عبد المتعال الصعيدي

<<  <  ج:
ص:  >  >>