ولعمري إن هذه السبل الثلاث لهي خير ما اهتديت إليه من سبل التخفيف من همي. وأنا فيما يحزبني من الأمر أتخذ سمتي إليها مجتمعة أو متفرقة، فأجد فيها راحة وشفاء واطمئناناً وسعادة. ولقد اتخذت سمتي الليلة إلى هذه السبيل الأخيرة (سبيل القلم) فكتبت ما كتبت وأحس أن ليس في نفسي أكثر مما كتبت.
وإذن لقد فرغت نفسي من همها واطمأنت وإنني لسعيد أهـ).
وما انتهيت من القراءة حتى نَظَرَت إليّ باسمة راضية، وتبددت عن وجهها سحابة الحزن والأسى وقالت:(أي والله، لهذا خير عندي من الصك ألف مرة. أكان رحمه الله يجد العزاء في كتاب الله، وفينا، وفي قلمه؟ قل لي بربك بِمَ أجزيه عن فضله وبره؟ وماذا أفعل بهذه الورقة وهي فيما أرى سجل حياته وعهده الكريم بين الله وأهله ونفسه.
قلت: (أكرميها).
قالت:(وكيف؟).
قلت:(تحفظينها عندك ذخرا، وأنشرها لك في (الرسالة) ذكرى).