للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السبيل، أواه، الصغير المسكين).

فعنفته زوجه (إنها غلطتك. . . أنت أبله. . أه. . إنك تحملني على الغضب).

غربت الشمس وأخذ الضباب المتكاثف يحجب حوافي الريف، وتأرج الغاب بعبير الزهور الذابلة. . توقف الزوج يبحث في جيوب صديريته باهتمام.

(عزيزتي إني آسف. . . . نسيت. . .).

فرمقته وهي تتميز من الغيظ.

(ما الذي تعمله الآن؟).

(يبدو لي أنني نسيت محفظتي. . . وفيها نقودي).

فامتقع لونها من الغضب.

(لقد عيل صبري. . . آه. . أيها الغبي. . حتى النساء ترمي بمثل هذا المأفون. . . اذهب وابحث عنها حالاً، وحذاراً من العودة بدونها، أما أنا فذاهبة إلى فرساي في حماية هذا السيد فلا أرغب في المبيت في الغاب).

فأجاب بوداعة:

(حسناً. . يا عزيزتي. . . وأين أراك؟).

فحدثته عن مطعم معين أنيق جداً، ووعد بموافاتنا هناك، ثم غادرنا يبحث عن كلبه. . .! ومن آونة لأخرى كنا نسمع الصياح الحاد:

(تيـ يـ يـ يـ يت) الذي أخذ يتضاءل كلما بعد.

وتكاثف الضباب فحجب أعالي الأشجار وانساب في خلال الفروع واستطعت بعد لأي أن أميز بناء جسم مرافقتي، ونحن نسمع من حين لحين صياح (لامنتابل):

(تيـ يـ يـ يـ يت).

وأسرعت الخطى سعيداً جذلاً بهذه الرياضة الجميلة في الغسق مع امرأة مجهولة تستند على ذراعي وتميل نحوي. وبحثت عن أشياء أقولها عن عبارات سامية، أو نكات مستملحة. . على أني لم أوفق لكلمة واحدة. والحق أقول ما كنت في حاجة لشيء من هذا.

ووصلنا إلى طريق رحب تقع على يمينه مدينة كبيرة في واد خصيب وسالت ماراً عن اسمها فأخبرني أنها بوجيفال فدهشت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>