للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كانت محصولاتهم تصفر وتتلف وأصيبوا بسنين عجاف. ثم رأى إينياس في منامه من يأمره بالهجرة من الجزيرة والإبحار غرباً إلى أرض إسبريا التي هي إيطاليا الحديثة حيث ولد مؤسس طروادة (داردانوس) وقد نزلوا في طريقهم في جزيرة السعالي ثم أبحروا منها إلى أرض إبيروس حيث وجدوا أندروماك زوجة هكتور بطل طروادة تحكم المملكة وقد تزوجت أحد الأسرى الطرواديين (هلينوس) فحلوا عندها أهلاً ونزلوا في ضيافتها سهلاً وزودتهم بهدايا قيمة وأبحروا إلى جزيرة صقلية حيث مروا بمملكة السيكلوب ثم اقتحموا عقبات جمة وصعاباً كثيرة حتى وصلوا إلى قرطاجنة على الساحل الأفريقي حيث وجدوا المملكة (ديدو تؤسس هذه المدينة الخالدة التي ستكون أقوى خصم ومنافس لرومة في المستقبل. وقد أكرمت ديدو مثوى المهاجرين وتزوجت من إينياس وجعلته ملكاً للمملكة غير متوج. وكاد إينياس ينسى ما سخرته له السماء لولا أن أرسل إليه جوبيتر (زيوس) ولده مير كيوري (هرمز) يأمر بالرحلة.

وبعد مجازفات هائلة وصلوا إلى شطئان إسبريا (ميناء سيكانيا) حيث مات والد إينياس وحيث سخرت جونو (حيرا) كبيرة الآلهة على أسطوله من أحرقه. وقد حزن البطل على سفائنه غاية الحزن حتى إنه ما فتئ يصلي للسماء أن تدركه فاستجابت دعاءه وأرسلت صيبا من المطر فأطفأ النيران، ورأى إينياس في المنام أباه يأمره أن يجول جولة في إسبريا ليلقي (السيبيل لتقوده إلى الدار الآخرة لأنه يريد أن يكلمه، وهنا يبدأ الجزء السادس من الأنييد.

جولة في العالم الثاني

وذهب إينياس إلى (كيوميه) حيث لقي النبية المباركة (سيبيل) خابتة متخشعة في كهفها السحيق وسط غاب الخلنج والشاهبلوط. وقبل أن يتكلم نهضت إليه وكلمته بكلام فعرف أنها تعلم ما جاء من أجله وأوصته بالصبر والتجلد، ثم ذكرت له أن لا بد، قبل الهبوط إلى العالم الثاني، من أن يذهب في تلك الغابة اللفاء المشتجرة، فيبحث في أيكها العظيم ودوحها النامي عن (الغصن الذهبي) الذي لابد من حمله هدية لبروزربين (برسفونيه) زوجة بلوتو إله الدار الآخرة.

ووصفت له النبية الطريق الذي ينبغي أن يسلك، ثم أرسلت إليه أمه فينوس حمامتين

<<  <  ج:
ص:  >  >>