فما هي الأسباب التي أدت إلى تقهقر الحزب الراديكالي؟ وما هي العوامل التي ساعدت على فوز الاشتراكيين حتى إنهم أصبحوا أكبر حزب في مجلس النواب الفرنسي لأول مرة في التاريخ؟
قبل كل شيء يجب القول بأن الحزب الراديكالي الاشتراكي لن يبيد في فرنسا، لأن هذا الحزب يمثل (البورجوازي)، أي الطبقة المتوسطة، وهي أعظم طبقة اجتماعية في فرنسا، وبرغم هذا فأن النجم السياسي للحزب الراديكالي أخذ يأفل لعوامل بعضها ناجم عنه والبعض لآخر طرأ عليه من الخارج.
على رغم الظروف الحرجة التي واجهها الحزب الأكبر في مجلس نواب عام ١٩٣٢، فإنه لم يظهر وحدة في صفوفه، ولا في سياسته، ولا مقدرة على الحكم.
لم يكن النظام سائداً داخل هذا الحزب، وكثيراً ما انقسم أعضاؤه إلى فرق أثناء التصويت في مجلس النواب، مم أدى إلى خذلان الحكومة لقائمة حينئذ وكانت راديكالية! وكثيراً ما خالف قسم كبير من الأعضاء قرار هيئتهم التنفيذية. وكثيراً ما عمل بعض الراديكاليين خلاف ما قال به رئيسهم. فهو إذن لم يكن كتلة واحدة، بل كان منقسما بعضه على بعض حتى في أحرج الأوقات. . . وإن أزمات الوزارات الراديكالية التي تعاقبت عام ١٩٣٣، وفضيحة ستافسكي التي أظهرت بأن كثيراً من الراديكاليين قد أفسدتهم أموال (المحتال)، وأن اضطرابات ٦ فبراير، وسيلان الدماء في شوارع باريس زمن حكم وزارة راديكالية. .