يارب ما أعظم محبتك التي أرى وما أعظم رحمتك التي تفيض بها الأرجاء كلها! ألا يفنى في هذا كله الفراق المنبعث من القبر؟ هذه الأنجم ضياء وحدتك، ورحى كذلك أحد كواكبك، والحبيبة التي كانت ملكا (طارت لاريب) إلى جنَّتك، كلما ذكرتك اتسع خيالي، وصارت فجرا منيرا هذه الليالي. ما أعظم اسمك أنسا للروح، انه يسير إليك في صيحات الفؤاد المجروح؛ أقول (الله) فيتفسح المجال، أقول (الله) فيفارقني الزوال. بحركة هذا الصوت الأعظم، يطير جناحي وإن حَطَمَه الغمُّ، أنتَ أقرب إلى الله يا محمد، أيها العقل المعظم المؤبد، أنت الذي سلكت بنا السبيل، وكنت إلى الله الدليل. ليصمت بعدُ هذا النواح، فلا تضيق به الأرواح، هذه الآهة التي تفيض من الروح، لن يسمعها بعدُ الا قلبي المجروح سأكون في الدنيا قبرها، تطوف فوقي روحها، سأصمت عن هذا النحيب، لأفرغ للتفكر في الحبيب.