في طلب التنويع في الحب وعدم الاكتفاء بحبيب واحد يقصر عليه الهم وينيط به القلب إلى آخر العمر. وذلك أن من الناس من يبلغ حس الاستعلاء وشهوة الغلب ورغبة البروز عندهم مبلغاً يطغى عندهم على عاطفة الحب الصحيح فيغدو لا يهمهم من يحبون بقدر ما يهمهم كم من الخلق وقع في حبائل حبهم، فكأنهم بهذا يقيسون قدرتهم على الغلب والفوز في ميادين الحب بعدد اللواتي يهمُّهن ذكرهم واستحوذت على قلوبهن صورهم.
ونقف عند هذا الحد من التفصيل والتمثيل لهذا الميل في أحواله الطبيعية والشاذة موقنين أن الاستقصاء التام والجلاء الكامل لجميع آثاره إنما هو استقصاء لأعظم حالات النفس أثراً مطبوعاً في الخلق والسلوك وأشدها دافعاً وحافزاً على العمل، وليس هذا المجال مجال ذلك.