للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيجرد من امتيازاته كملك ومن حقوقه كمواطن؟

أيخذله القانون حاكما ومحكوماً؟

ياله من مصير عجيب لا يتصور!)

لقد ضربت أعناق كثيرة في عهد الثورة لكلام أقل خطورة من هذا بما لا يقاس. ولكن لأعمال الجرأة روعة تهاب وتحترم، فأن التاريخ الذي حفظ هذه المرافعة الخالدة بين صحفه الذهبية. هذا التاريخ عينه يحدثنا بأن شعرة من رأس ديسيز لم تمس بسبب هذا الكلام الجريء وأنه ترافع بعد ذلك أكثر من مرة في أشد أوقات الثورة حلوكة وسوادا.

الاعتدال في لغة المرافعات

وليس أزرى بالمرافعات ولا أضيع لبهجتها ولا أفل لسلاحها من سفه لغتها. إن عبارة قاذعة واحدة يرمى بها خصم كريم - أو غير كريم - لتكفي في تنفير القاضي.

وليس بعد النفرة تفويت للغرض الأصيل المقصود بالمرافعات.

وأقبح من رمى الخصم بما لا يحب جرح الزميل.

صحيح أن المرافعة دفع وجذب، ونادر هو المترافع الذي يملك زمام أعصابه فلا تجمح به حدة الدفاع؛ ولكن المسألة مسألة مران، وإنك لتدهش وقد عودت نفسك التزام حدود الاعتدال كيف يسمو موقفك، وتعلو حجتك ويمتاز بيانك.

المرافعات في مصر

بقيت كلمة كان يمكن أن تكون موضوع مقال خاص، فلسنا نملك الإطالة فيها هنا، وهي عن المرافعات في مصر.

لقد انقضى على إنشاء المحاكم المختلطة نيف وستون عاماً، وأقل منها قليلاً على قيام المحاكم الأهلية، وقد غلبت على الأولى اللغة الفرنسية، وكانت العربية لغة الثانية منذ الإنشاء وقبله.

وقد زهت اللغة في كلا القضاءين إلى حد يشهد لمصر بالتفوق البعيد.

حضرت الأستاذين كاتسفليس وبادوا (وكلاهما شرقي متمصر) يترافعان في قضية قناة السويس. وكان إلى جانبي الأستاذ جرانمولان الناظر الأسبق لمدرسة الحقوق، فهمس في

<<  <  ج:
ص:  >  >>