نجيء بخيمة نقيمها هنا، أو أن يضيفنا الجيران وإن كان بيتهم لا يكاد يسعهم، أو أن ندخل البيت من النافذة. . . ولم لا؟ صحيح أنها مغلقة. . . ولكن ما قيمة هذا؟؟ نفلق خشبها بالفأس، ونحطم زجاجها. . . . وكل ما ينقصنا ليتيسر ذلك. . . . سلم طوله ستة أمتار على الأقل. . . وفأس. . . الأمر سهل جداً كما ترين. . . أم خير من ذلك أن أحملك على أسناني وأنفخك إلى النافذة، فإنك خفيفة كغلالة الورد. . . . ولكني أخشى أن تطيري إلى بيت آخر!).
فقرصتني قرصاً وجيعاً ولم أكن أتوقع ذلك فصرخت من الألم.
ولما قرت الضجة، قالت:(ألا يوجد في هذه البلدة نجار؟).
فاستحسنت الرأي، وأشرت عليها بالصعود مع الجيران إلى بيتهم حتى أجد نجاراً، وكنت أظن أن الأمر لا يكلفني إلا سؤالاً ألقيه إلى واحد من أهل البلدة فإذا النجار حاضر بقدرة ربك، ولكني مشيت بضعة أمتار - لا أقل من خمسة - وأنا أدور وألف، وضيعت أكثر من ثلاث ساعات قبل أن أجد النجار. ولما وجدته أخبرني أنه ليس عنده شيء يستطيع أن يفتح به الأقفال، واستمهلني ريثما يبحث. . . . واستغرق ذلك ساعتين أخريين. فلم ندخل بيتنا إلا بعد منتصف الليل!
ولا أزال أحاول أن أحتفظ بذكرى ذلك النهار - على الرغم من التفاحة التي بططت أنفي - وأن أنسى عناء تلك الليلة ولكن الذكريين في قرن، وكل منهما تثير الأخرى، فما العمل؟؟