النساء بكثير من الرشاقة والأناقة وحسن الهندام؛ وقلما تجد حسناء تلفت النظر برائع قوامها أو زينتها؛ وتغلب لديهن ضخامة الصدور، بيد أنهن لا يسرفن في الزينة والأصباغ كالفرنسيات، وهم أميل إلى الحشمة والتحفظ.
وقد قلنا إن منشن مهد الحركة الاشتراكية الوطنية وإنها أشد العواصم الألمانية تأثراً بالروح والمبادئ الجديدة والاشتراكية الوطنية تقوم في جوهرها على الفكرة العنصرية، وعلى الاعتزاز بالجنس؛ وقد بث الغلو في فهم هذه العنصرية إلى الشعب الألماني روحاً عنصرية قوية تقوم من بعض الوجوه على خصومة الجنس؛ ومن ثم فأن الغرباء، ولا سيما الذين تنم عليهم ألوانهم من الشعوب السامية والشرقية يشعرون بأنهم في جو غير ودي. وقد لا يتخذ هذا الشعور أية مظاهر مادية، ولكن ما يلقاه الغريب من مظاهر الأدب والمجاملة يشوبه غالباً شيء من الخشونة والجفاء؛ وقد سمعت هذه الملاحظة من كثير من الأوربيين والأمريكيين الذين تجولوا في ألمانيا. على أنه يمكن أن يقال إن الأجنبي يشعر رغم هذه الظاهرة التي تمازجها الصراحة بأنه في جو أكثر قبولاً مما يأنسه في فرنسا من مظاهر يمازجها الرياء في كل شيء.
ومنشن غنية بالمتاحف الأثرية؛ وفي متحف قصر (الرزيدانس) وهو قصر ملوك بافاريا السابقين، مجموعات بديعة من الصور والأثاث؛ وفي المتحف الوطني مجموعات زاخرة من الأثاث والأسلحة والأزياء والصور الزيتية؛ وتوجد عدة متاحف هامة أخرى أشهرها المتحف الفني الذي يعتبر أعظم متحف في العالم من نوعه. ولا غرو فقد كانت منشن حتى الحرب الكبرى عاصمة لمملكة بافاريا، وكانت مقر ملوكية عظيمة لبثت مدى قرنين تسيطر على ألمانيا الجنوبية؛ وهي ما زالت تعتبر عاصمة ألمانيا الثانية من الوجهة التاريخية والمعنوية.
وتتمتع منشن بموقع جغرافي بديع في هضاب الألب البافارية، وعلى مقربة من الغابة السوداء؛ وقد جعلها موقعها مركزاً هاماً للسياحة في ألمانيا الجنوبية، ولقد كانت المدينة حين زرناها تموج بجموع غفيرة من السياح من سائر الأنحاء ولا سيما البلدان الشمالية مثل السويد والنرويج والدانمارك وهولندا.
هذه صور أملتها الملاحظة والتأمل؛ بيد أنه يمكن أن يقال رغم كل شيء إن السائح يلقى