للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد فرض الله سبحانه وتعالى الختان على سيدنا إبراهيم عليه السلام وعلى ذريته وعبيده، وكان قد أمره بأن يغير اسمه من إبرام إلى إبراهيم لأنه سيكون أبا البشر. فقد جاء في سفر التكوين (١٧ ? ٢٣ - ٢٧): (فأخذ إبراهيم إسماعيل ابنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من أهل بيت إبراهيم وختن لحم غرلتهم في ذلك البيت عينه كما كلمه الله، وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته، وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته، في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم إسماعيل ابنه وكل رجال بيته ولدان البيت والمبتاعين بالفضة من ابن الغريب ختنوا معه).

ويختن اليهود أولادهم في اليوم الثامن من ولادتهم كما ختن إبراهيم ابنه اسحق فريضة الله عليه. ففي سفر التكوين (١٧) ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر في أجيالكم.

وقد قام اليهود بهذه الفريضة إبان أسرهم في أرض مصر، ولكنهم أقلعوا عنها وهم في برية سينا فلم يختن موسى عليه السلام ابنه إلى أن قطعت زوجته صفورة غرلته استجلاباً لرضى الرب ومنعاً لنقمته؛ فقد جاء في سفر الخروج (٤): وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله فأخذت صفورة صوّانه وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه.

ولما بلغ بنو إسرائيل كنعان أرض الموعد رجعوا إلى التختن فتختنوا بسكاكين من صوان في مكان جلجال كما ورد في يشوع ٥ (٢): (في ذلك اليوم قال الرب ليشوع اصنع لنفسك سكاكين من صوان وعد فاختن بني إسرائيل ثانية. فصنع يشوع سكاكين من صوان وختن بني إسرائيل في تل الغلف. وهذا هو ختن يشوع إياهم. إن جميع الشعب الخارجين من مصر الذكور جميع رجال الحرب ماتوا في البرية على الطريق بخروجهم من مصر. لأن جميع الشعب الذين خرجوا كلهم مختونين. وأما جميع الشعب الذين ولدوا في القفر على الطريق بخروجهم من مصر فلم يختتنوا لأن بني إسرائيل ساروا أربعين سنة في القفر حتى فنى جميع الشعب رجال الحرب الخارجين من مصر الذين لم يسمعوا لقول الرب الذين حلف الرب لهم ألا يريهم الأرض التي حلف الرب لآبائهم أن يعطينا إياها، الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً. وأما بنوهم فأقامهم مكانهم فإياهم ختن يشوع لأنهم كانوا قلفا إذ لم يختنوهم في الطريق. وكان بعد ما انتهى جميع الشعب من الاختتان أنهم أقاموا في أماكنهم في المحلة حتى برئوا. وقال الرب ليشوع اليوم قد دحرجت عنكم عار مصر فدعى اسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>