للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ذلك المكان الجلجال إلى هذا اليوم).

ويختن اليهود أولادهم في منازلهم وفي الكنيس، فيقوم بهذه العملية والد الطفل، أو رجل اختص بذلك يشترط فيه التدين وحسن السيرة وألا يؤجر على عمله، بل يقوم به ابتغاء وجه الله. وكانوا يقطعون القلفة بسكين من الصوان أو من الزجاج أسوة ببني إسرائيل، ولكنهم استعاضوا الآن عنها بمشارط من الصلب. ويجب أن يسيل الدم وقت العملية، فكانوا فيما سلف يمصون الجرح ليكثروا من نزول الدم ثم يوقفونه بعد ذلك بالخمر يرشه المختن بفمه، ولكن ذلك قد بطل. ومن عاداتهم أن يدفنوا القلفة أو يحرقوها.

ويعتبر اليهود الختان طهارة، والطهارة عندهم إما ظاهرية وهي الختان، أو باطنية وهي طهارة القلب كما ورد في الكتاب المقدس - أرميا ٩ (٢٥).

ويقول المؤرخون إن هركانوس أجبر الأثيدوميين على الختان، وأن بطليموس أبيفانيس ختن ولديه أنطونيوس والأجيالوس.

ولكن الإمبراطور يوستينيانوس قد حرمه على الرومانيين ومن خالف ذلك يقتل. وقد حذا حذوه انطيوكوس ابيفانيس، وعُذب من أجل ذلك كثير من اليهود وقتلوا. وقد حرمه كذلك الإمبراطور هادريانوس وقسطنطين.

ولما جلا المسلمون عن بلاد الأندلس وقامت محكمة التفتيش بالقضاء على ما بقي من آثاره جرمت الختان في أواخر عهدها.

والعادة ألا يختتن المسيحيون ولو أن الكثير منهم يختتنون كما يفعل الأحباش. وقد ظهر في إيطاليا في القرن الثاني عشر الميلادي طائفة مسيحية اسمها (سركمسيسي) تأمر بالختان كما يدل اسمها على ذلك.

والختان سنة كونية كتربية اللحية عند المسلمين وقد أفتى بذلك جمهور العلماء.

ويتبع عادة الختان عادات أخرى على غاية من الغرابة. ففي بلاد البوسنة مثلاً يمنع الصبي من شرب الماء شهراً كاملاً.

ويختتن الصبيان عند قبائل الكفار في جنوب أفريقيا عند بلوغهم الحلم باحتفال رائع عظيم. فيضربون حتى تدمى جلودهم، ثم يذر الفلفل الأحمر (الشطة) على جروحهم كي يختبر مقدار صبرهم على الألم وبعد ذلك يختتنون.

<<  <  ج:
ص:  >  >>