تهمته كونها بأغرى ذلك العمدة وشبهة العمدة المذكور بما حل بشعبان نجم وما اتضح من بعد شخص يدعى أبو السعود إبراهيم من كفر أبو جندي تابع إسماعيل الفار صهر سيد أحمد المذكور ليلة قتل شعبان المذكور وما توري بالتحريات التي جرت عن ذلك من أن فقده بمعرفة إبراهيم الفار لعدم إفشا أم شعبان نجم الذي قتلوه ليلتها مراعاة لخاطر سيد أحمد عبد الدايم بقصد نسبة قتله لأحمد الشورى المحكي عنه بسبب مطاعنته فيحقه قد حكم من الاستئناف ببراءة أحمد المذكور ومجازاة سيد أحمد عبد الدايم بليمان إسكندرية مدة سنة ونصف الخ).
على أن لغة محرر الوقائع الرسمية الذي شهَّر بهذا الحكم وسخر منه وقام يدعو إلى الإصلاح تستحق الإثبات هي أيضاً لطرافتها:
(منذ أيام جرى قلم النصيحة بمداد حب المنفعة على قرطاس المقصد الجميل فرقم كلمات في الإنشاء وبيان مراتبه وتفصيل الممدوح منه وغير الممدوح، وتقسيم أرباب القلم في ديارنا المصرية، وختمها بنداء عمومي صادر عن سليم القلب وصميم الفؤاد.
(ولقد كانت الآمال ترسل في مخيلتي بأقلام الرجاء أن سيكون لتلك الكلمات عند أهل الديار وقع جميل فتنفعل عنها النفوس ويظهر لها أثر يذكر في عالم المحسوسات، فكنت لذلك كالواقف على أقدام الانتظار، لانتهاز الفرصة في لقاء المحبوب يقلقه الضجر ويضنيه الاصطبار، فإذا مضى اليوم الطويل ولم أر فيه من أثر يذكر على نوال المطلوب رددت أنفاس الأسف ومنيت النفس باليوم الثاني عساه يسفر فجره عما يسكن الروع ويدفع الوسواس شأن المحب يتعلل بالأماني ويعتذر بتوارد الأيام؛ ولما طال بي المدى وتطاولت الأزمان. . .).
وقد يطول بنا وبك المدى وتطاول الأزمان قبل أن ننتهي من هذه المقدمة التي لا تحوي فائدة ولا تؤدي غرضاً فلنتركها ونترك عهدها السعيد إلى العهد التالي.