لك يا مصرُ السلامةْ ... وسلاماً يا بلادِي
إن رمى الدهر سهامهْ ... أتقيها بفؤادِي
واسلمي في كلِّ حينْ
هذا نموذج من النشيد وقد سمعته وأعطيته محفوظات لتلامذتي لأنه وقع مني موقع الرضا واطمأنت إليه نفسي لأول وهلة.
وهناك نشيد آخر لا يقل عن هذا النشيد وهو النشيد الذي وضعه الأستاذ عباس محمود العقاد من سنوات قلائل وأقيمت له من أجله حفلة تكريمية كبرى. ومطلع نشيد العقاد:
قد رفعنا العلمْ ... للعُلا والفِدا=في ضمان السماءْ
وكله على هذا النمط السهل الجميل، وهو يصلح لأن يكون نشيداً شعبياً لسهولته واختصاره ووفائه بكل المعاني التي يطلب توفرها في الأناشيد القومية. ويطول بي المقام لو حاولت استقصاء الأناشيد الأخرى القوية الجميلة التي هي خير ألف مرة من نشيد الأستاذ محمود صادق.
والآن أحب أن يتأمل القارئ الكريم مطلع نشيد صاحب الجائزة الأولى:
بلادي بلادي فداكِ دميِ ... وهبتُ حياتي فداً فاسْلمي
غرامُك أول ما في الفؤادْ ... ونجواك آخر ما في فمي
ثم يقارن بينه وبين بيت من الشعر للأستاذ الرافعي كنا نحفظه ضمن قطعة له من الشعر في المدرسة الأولية:
بلادي هواها في لساني وفي دمي ... يمجّدُها قلبي ويدعو لها فمِي
فسيجد أن البلاد والدم والقلب والفم والفداء والهوى أو الغرام تتكرر كلها في مطلع نشيد الأستاذ محمود صادق كما تتكرر في بيت الأستاذ الرافعي تماماً. فهل نسمي هذا توارد خواطر أم ماذا؟ مع أنني أحفظ البيت المذكور من سنة ١٩٢٦ أي قبل ظهور النشيد الجديد بعشر سنوات، ولا أدري كم من السنين مرت قبل أن أحفظه.
وتأمل هذا المقطع:
غرامك يا مصر لو تعلمين ... قُصارى شعوريَ دنيا ودينْ
فمنك حياتي وفيك مماتي ... وحبك آخرتي واليقين