ووليم كاننغ هذا شخصية تاريخية؛ كان تاجراً مثرياً، يتعاطى هذه المهنة في برستل - بلد تشاترتن نفسه -؛ وكان من غواة الأدب وأعوانه. وادعى تشاترتن أن الكاهن رولي كان يؤمّه ليتلو في حضرته أشعاره، فيلقى منه كل حدب والتفات. وتقوم بطولة كاننغ على الفضل والتقوى، ومتانة الخلق، وقوة العزيمة، والمحافظة على المبدأ؛ لهذا لما أرغمه الملك إدوارد على تزوج إحدى الغانيات لغاية في نفسه، رأى كاننغ نجاته في الهرب من وجه ذلك الملك العسوف؛ فقصد كلية وستبري في مقاطعة جلوسترشاير مفضلاً الحياة بجانب الكاهن الشاعر على التقرب من الملك العاتي الجبار.
درس تشاترتن هذه الحوادث دَرْس الولوع المفتنّ؛ وألمّ بها إلماماً عجيباً، واختلق قسماً كبيراً منها. ومعظم قصائده تدور حول هذه الحوادث، الصحيح منها والمختلق. ويتخلل اسم كاننغ كثيراً من أشعاره التي نظمها، وعزاها إلى الشاعر رولي مثل مأساة برستو أو قصيدة '
ادعى تشاترتن أن يراع ذلك الكاهن الخيالي دبجت هذه القصائد وغيره؛ وأنه خلّفها في مخطوطات أودعت خزانة كنيسة ردكلفْ. هذا كل ما يقوله تشاترتن عن رولي: ولم يذكر عنه أكثر من ذلك، فيعزز بذلك ادعاءه، ويقوي حجته.
وفي سنة ١٧٦٧، عين الشاعر كاتباً في بعض دوائر العدل لكنه رغم ذلك كان له متسع كاف من الوقت للمطالعة والإنتاج والنشر خاصة في مجلة '
وأشهر ما ظهر له في ذلك الحين قصيدة اسمها (أُنشودة إلاَّ) وهي مأساة تمثيلية فيها ابتكار، وغنائية ساحرة، وروعة فنية سامية. (ومأساة برستو) وهي من أجلّ مآسيه الشعرية القصصية وأروعها موضوعاً وأسلوباً، وتنتهي بإعدام البطل بودون إذ اشتمّ منه الملك إدوارد معاندة وعصياناً. وفيها وصف بديع للبطل بودوِنْ إذ آثر الموت على مصانعة الملك إدوارد والتلطف له والتحبّب إليه. وفيها وصف بارع رقيق للوداع الحارّ بين ذلك البطل وزوجه البار.
ومن هذه أيضاً قصة شعرية تمثيلية اسمها (الرّهان) وأُخر مثل (جودوِنْ) و (أنشودة الجمال) و (البرلمان) و (معركة هيستنج) و (أغنيّة الصَّدقة) وغيرها من المقطّعات المتفرقة، وهي كلها شبيهة بأشعار كيتس الخالدة، من حيث جمال الفن وقوة