وبعض المقاطع، واستعمال اللغات المهجورة. وأمثلة ذلك كله ميسورة قريبة التناول.
وفي كتب علماء البلاغة أمثلة وشواهد كثيرة من شعر المتنبي يعدون بعضها في عيون الشعر ومحاسنه، ويعدون بعضها الآخر في رذيل الشعر ومستكرهه.
أما علماء الأعراب فقد جروا على قاعدتهم في عدم الاحتجاج بشعر المولدين مع أبي الطيب، ولكن كثيراً منهم يذكر أبياتاً من شعره في موطن من ثلاثة مواطن: موطن التمثيل لا الاستشهاد، وموطن مخالفة القياس، وموطن التطبيق، وذلك في المعقد من شعره. وقد ذكر العلامة رضي الدين في شرح الكافية بعض أبيات للمتنبي على أنها مخالفة للقياس. وللعلامة المحقق جمال الدين ابن هشام صاحب مغنى اللبيب، ولأبي السعادات ابن الشجري في أماليه شروح وتخريجات لأبيات كثيرة من معقد أبيات أبي الطيب. وقد كان لأبي الفتح عثمان بن جني صديق المتنبي اليد الطولى في توجيه أنظارهما إلى هذه الناحية بما بذله من جهد في تخريج شعر المتنبي حتى كان أبو الطيب نفسه يقول له: إني لم أقل هذا الشعر لهؤلاء النحاة وإنما أقوله لك.
أيها السادة؛ هذه كلمتي التي كتبتها على عجل، وإني لسعيد بأن أتشرف بإلقائها بين أيديكم، وأشكر لجنة المهرجان التي أتاحت لي هذه الفرصة النادرة للتعرف إليكم، والسلام عليكم ورحمة الله.