وإذا كانت العاصمة النمساوية تفخر وتزهي بمتاحفها ومعاهدها الأثرية، وقصورها ومتنزهاتها البديعة، فإنها تحل براتر بين ربوعها محلاً عزيزاً؛ ذلك لأنها أيضاً أثر الماضي المجيد، ولأنها رمز العهد الضاحك؛ وللمدن العظيمة، كما للأشخاص، شعور يتجه نحو الماضي ويخفق للذكرى.
فلا تنس إن زرت العاصمة النمساوية يوماً أن تزور براتر، ولا تنس بالأخص أن تركب القطار الطائر رغم هوله وروعته، وأن تصعد في العجلة الكبيرة التي تجثم دائماً في قلب براتر زاهية بأنوارها الحمراء والخضراء، ولا تنس أن تزور دار الأشباح ومنزل الأنس، وكل هذه المعاهد والمغاني.