ودخلت الغرفة عليها، فوجدت وجهاً مربداً، ونظرات شزراء، وعينين حمراوين فيهما أثر الدموع ووقدة الشر. وأشهد لقد كانت مفاجأتها التي أعدتها هي لي أقوى ألف مرة من تلك المفاجأة الفاترة التي كنت جهدت في أن أعدها لها. . . . . .
- كفى الله الشر! مالك؟
-!؟
- خير إن شاء الله؟
-!؟
- هل حضر أحد بعد خروجي أو حدث حادث؟
-!؟
- تكلمي يا (ستي!).
-!؟
وأخيراً وبعد مناورات أعفي القارئ من سردها تبينت جلية الأمر فإذا هي غضبى لأني خرجت: أولاً - بغير علمها. . . . وثانياً - إلى مكان لا تعرفه هي. . . . وثالثاً - لأن هذا الخروج حدث في وقت لم يخلقه الله لخروج الرجل البريء. . . ورابعاً - لأني تغفلتها وهي نائمة وأتيت كل هذه الآثام؛ كل ذلك ولما ينقض على زواجنا أسبوع! أفلم يكن من الأليق تصفية هذه (الرنديفوهات) قبل الزواج؟ أم هي مقابلة عارضة حصلت في الصباح فتم ترتيب الموعد ليكون في هذا الوقت من المساء؟ وهل يليق. . .؟ وهل يجوز. . .؟ وهل يصح. . .؟ وما إلى ذلك من طوفان الأسئلة التي ليس أسهل من توجيهها بصرامة مدهشة عند النساء وليس أسهل من الغرق فيها باستسلام غريب عند الرجال!
يا سبحان الله! أبهذه البساطة تنعكس الآمال؟ وهل يمكن أن يغمر الإنسان كل هذا الخير فلا يلقى إلا كل هذا الشر؟! وماذا يكون من أمر زوجتي إذا أنا هفوت حقيقة كما قد يهفو الإنسان ما دام أنه ليس بمبرأ ولا معصوم!؟ وما فضل الحب إذا لم تكن دولة الحلم فيه غالبة على دولة الجهل، وساحة الغفران فيه أرحب من ساحة القصاص!؟
منذ ذلك اليوم بدأت أشعر بصعوبة قيامي بتعهداتي التي كنت عاهدت نفسي عليها من الاحتفاظ بهدوء الجو في بيتي وبصفاء العلاقات التي تقوم فيه. وأدركت أن الزوج مهما