للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحيوان البديع الذي أطلق عليه اسم (سلة أزاهيرفينوس)

- أثر الأعماق على الحياة. ففي الظلام الدامس الذي يغمر تلك الأعماق تعيش مخلوقات كف بصرها أو لا عيون لها أصلا. وأعاضتها الطبيعة أعضاء فسفورية تضيء سبيلها في الغياهب.

تلك بعض نتائج بعثة (تشالنجر) نمر بها سراعاً على كره منا فقد كانت حادثا له خطره في عالم العلم. وكانت الأقيانوغرافيا في مهدها فنشأت ودرجت وتقدمت بخطوات الرجال في الماضي القريب إلى حد أن الدهشة تعرونا إذ نعلم أن آخر مجلد من تقارير البعثةصدر في سنة ١٩٠٧ وأن بكنان أحد أعضاء البعثة لا يزال حيا. وان السير جون موري قتل في حادثة سيارة سنة ١٩١٤وكان قد حبس مبلغ ٢٠الف جنيه يصرف في سبيل بعثة جديدة. وتشاء الصدف أن يقترن اسم مصر باسم السير جون موري إذ تقوم هذه البعثة على ظهر السفينة المصرية (مباحث) في سبتمبر المقبل رافعة العلم المصري.

بعثات أخرى

كانت (تشالنجر) نتيجة منطقية لتلك الحركة الواسعة التي اتجهت منذ القرن الثامن عشر إلى دراسة الطبيعة. وقد وافق قيام هذه البعثة ونجاحها تلك اللحظة العظيمة في تاريخ الإمبراطورية البريطانية حين بلغت تلك الإمبراطورية في أواخر القرن الماضي أوج عزها وشأو رفعتها. وبعثة (تشالنجر) إن امتازت فلا تمتاز بانفرادها، ولا بأسبقيتها ولكن بأنها طمحتطموحا كبيرا وحققت مطمحها. بيد أن أمريكا وجهت بعثة إلى الباسفيك معاصرة لتشالنجر. معاصرة لها أيضا رحلة السفينة الألمانية (غزال) حول الأرض. والبعثة النرويجية إلى شمال الاطلنطيق. معاصر لها العلامة الاقيانوغرافية اسكندر أجاسيز. وهو سويسري مولدا ونشأة هاجر إلى أمريكا ورفع علمها العلمي على السفينة (بليك) والسفينة (الباتروس).

ولم تقف فرنسا ولا إيطاليا وراء الصفوف بل قامت الاولى بقسطها العلمي على ظهر (ترافيور) و (تالسمان) في شرق الاطلنطيق من سنة ١٨٨٠ إلى سنة ١٨٨٣. وأدت الثانية واجبها نحو البحر الأبيض المتوسط بواسطة السفينة (واشنجتن) وطوفت سفينتها (فيتور بيزاني) حول الأرض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>