للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حتى تلك الأمارة السعيدة. الضاحكة وسط ابتسام الرفييرا قدر لها أن يجلس على عرشها أمير عالم من سلالة الجريما لدى الأبطال. هو البير الأول أمير موناكو. ارتاد المحيطات بين سنة ١٨٨٥ حتى وفاته في سنة ١٩٢٢ على يخوته الفخمة (أيروندل) الاولى والثانية و (برنسيس أليس) الاولى والثانية. وهو صاحب الأيادى البيضاء على الأقيانوغرافيا إذ ابتنى لها معهدا في قلب الحي اللاتيني بباريس. ومتحفا على صخرة موناكو العالية هو كعبة القاصدين، سواء من العلماء لدراسة مجموعاته النادرة أو من أهل اللهو فيمونت كارلو لمشاهدة الاكواريوم.

وسواء كانت روسيا بالسفينة (فتياز) التي طافت حول الأرض. أو النمسا بالسفينة (بولا) التي درست الحوض الشرقي للبحر الأبيض واخترقت قناة السويس وجابت البحر الاحمرأو نانسن على ظهر (فرام) في المحيط المنجمد الشمالي. أو الدانمارك بسفينتها (أنجولف) فلم ترض لنفسها دولة من الدول الحية (تلك الدول التي يعتقد كثير منا أننا ساويناها أو نكاد لبضع طرقات فتحناها أو مباني أقمناها أو أعلام وضعناها على غير مسميات) أن تتقاعس في القيام بواجبها نحو نفسها ونحو الإنسانية جمعاء. كلا لم تتريث بلجيكا عن توجيه بعثتها إلى القطب الجنوبي بين سنة ١٨٩٧ وسنة ١٨٩٩. ولم تتوسد ألمانيا أوراق غار هابل بل عادت إلى كتابة اسمها في تاريخ علوم البحار إذ وجهت (الفالديفيا) إلى الأطلانطيق والمحيط الهندي والمحيط المنجمد الجنوبي ما سمحت ثلوجه. كلا ولا هولندة التي أضافت جوهرة إلى تاج العلم ببعثتها على ظهر (السيبوجا) حول جزر الهند الشرقية (سنة ١٨٩٩ - سنة ١٩٠٠). وكما اختتم القرن الماضي بتلك الدول وهي في ميدان العلم أفراس رهان فقد افتتح القرن العشرين ببعثات أخرى تحمل أسماء مجيدة. ويكفينا ختاما لهذا المقال أن نذكر أسماء الدول التي اشتركت في دراسة المحيطات منذ أوائل هذا القرن. فهي هي موناكو وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإنجلترة والنرويج والد نمارك وهي هي دواما وتكرارا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>