للعالم، فسافر مستر فلمنج إلى الصين، وانقطعت أخباره شهوراً عدة حتى ظن أنه قتل أو ضل؛ ولكن ظهر فيما بعد أنه اضطر أن يخترق الصين كلها من بكين إلى الغرب ليصل إلى مدينة كشغر عاصمة بلاد التتار (التركستان الصينية)، وأنه نجح في مهمته، ودرس الحوادث والشئون في تلك الأنحاء درساً حسناً.
وقد أصدر مستر فلمنج أخيراً كتاباً جامعاً عن رحلته بعنوان (أنباء من بلاد التتار ويستخلص من رويته أن حكومة سنكيانج (التركستان الصينية) التي يرأسها الجنرال شنج واجهت ثورة خطيرة قام بها التتار والتونجان، وكادت الثورة تكتسح كل شيء لولا تدخل السوفييت العسكري ومعاونتهم للجنرال على تثبيت أقدامه؛ وكان الجنرال شنج قد قبض على زمام الحكومة منذ سنة ١٩٣٣، وأرغم حكومة نانكين الصينية على الاعتراف بمركزه. والآن يسود حكم الجنرال شنج في معظم بلاد التتار، ولكن السلطان الحقيقي في يد السوفييت الذين يحتلون مراكز السلطة في البلاد كلها، ويحاذر السوفييت الآن من بث الدعوة الشيوعية في بلاد التتار، ولكنهم يبعثون أبناء الكبراء والموظفين في كل عام مجاناً إلى طشقند ليتعلموا في مدارسها، ويعدون بذور دعوتهم من طريق النشء.
وكتاب مستر فلمنج جدير بالقراءة، لأنه يتحدث عن بلاد شرقية لا نعلم الكثير من شؤونها. وقد كتب بأسلوب شائق.
النشيد القومي - (الغلطة الثانية)
نبهنا إلى الغلطة الأولى في هذا النشيد الذي يراد فرضه على مصر، وطلبنا الرد عليها وانتظرنا ثلاثة أسابيع فلم يرد أحد، وعلى ذلك فقد سلموا بها تسليماً تاماً بلا قيد ولا شرط، وأصبح قول ناظم النشيد:(سأهتف باسمك ما قد حييت) كاملاً معكوساً فاسداً يخالف العربية والعامية.
والآن نذكر الغلطة الثانية، ونحن على يقين أن صاحب المعالي وزير المعارف الرجل العالم والأديب سيكتفي بالغلطتين. أما القراء فلابد أن ينتظروا إلى نهاية العدد.
يقول ناظم النشيد:
غرامك يا مصر لو تعلمين ... قصارى شعوري (دنيا ودين)
قصارى شعوري معناها غاية شعوري ونهاية شعوري. ومن الطريف أن بعض قراء