وأحسب الأستاذ صاحب التعليق يعلم أن بطل القصة عادة يحمل رأي الكاتب وإن لم يكن هذا شرطاً غاماً، فقد تكون القصة كلاًّ لا يتجزأ، وقد تكون - بل ينبغي أن تكون عادةً - درساً يرمي إلى غرض ما. ومن سياق القصة تحس الكراهية الشديدة لقصر العلاقة بين الزوجين على الجنس دون القلب، وكان بيومي أفندي رمز الجنس في القصة، وكان صلاح رمز الروح فيها. فأي شيء لا يرضي الخلق الجميل في أن ينتصر الروح على الجنس ويقذف به في النيل؟
واحسبني أهيج زعماء ثقافة اليسار إذا قلت إن القانون لجنائي في الشريعة الإسلامية معطل في مصر، فكيف يكون القصاص من زوج زان وسكير ومبذر تضبطه زوجته غير مرة زانياً وسكيراً ومبذراً؟ هل تملك تطليقه؟
هذا ولا يفوتني أن أعتب على صاحب التعليق أسلوبه، فأنني لا أنشد بقصصي الكثيرة إلا خُلُقاً جميلاً.
دريني
(الرسالة) نوافق الأستاذ الدريني على أنه ينشد بقصصه الخلق
الجميل، وهو ولا شك يوافقنا على أن الدين والقانون هما
جوهر الخلق الجميل، والدين يأذن للزوجة المضرورة أن
تطلب الطلاق وتثبت الضرار فيحكم القاضي بالتفريق،
والقانون لا يجيز لحبيب الزوجة ولا لغيره أن يقتل الزوج