إلى الناس منتصف النهار، وقبل أن تتلاشى الضربة الأخيرة في الهواء، أقبل الجواد فجأة وجرى كغرير مجنون. . . . وظل في عدوه حتى صدم شجرة غليظة. . . وقعت على الأرض، وأعتقد أن الجواد وقع على صدري. . شعرت في تلك اللحظة بأن الغابة كلها تثقل علي وتنتزع مني الحياة في ألم مبرح. . . وأيقنت أن قلبي يتمزق. . . ولكنه والحمد لله سليم في مكانه. . . لا تجزعي ولا تخافي. ستلتئم الجراح وتعود إليّ العافية الشاملة
مليزاند - أتشرب جرعة من الماء؟
جولو - ليس بي ظمأ. شكرا لك
مليزاند - أتريد مصدغة أخرى؟. . . أرى على هذه نقطة صغيرة من الدم
جولو - كلا. لست في حاجة إلى مصدغة أخرى
مليزاند - أصدقني القول يا جولو، هل تتألم من جراحك كثيرا؟
جولو - كلا. كلا. ليست هذه أول مرة تصيبني فيها الجراح. . . خلقت من حديد ودم
مليزاند - أغمض عينيك وتملق النوم. سأقضي الليل كله بجوارك
جولو - جنبي نفسك التعب فلست في حاجة إلى شيء. سأنام كالطفل الوديع. . . ماذا جرى؟ مليزاند! لماذا تبكين دفعة واحدة
مليزاند - (تستخرط في البكاء) إني. . . إني مريضة
جولو - مريضة؟! ماذا بك؟
مليزاند - لا أدرى. . . الحياة هنا تغمز على المرض. . . آثرت أن أقول لك ذلكاليوم. . . لست بسعيدة هنا
جولو - ماذا حدث؟! هل أساء إليك أحد؟
مليزاند - كلا. ليس هذا ما أعنيه. . .
جولو - إنك تخفين عني شيئاً في أغوار نفسك. أنفضي إلى جملة حالك. من الذي يكدر عليك صفو حياتك؟ أهو الملك، أم أمي أم أخي بلياس؟
مليزاند - لا أحد يكدر علي صفو الحياة. إنك لا تستطيع إدراك نفسي. . . شيء أقوى مني. . .
جولو - لا تسلمي زمام نفسك إلى أوهام تبلبل بالك وتشقيك. ماذا تريدين أن أفعل؟! هل