للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمله وأرد له عطاءه. فيصرّ هو أيضاً. . . يظن أنني ما أحببته إلا من أجل المال! هو أيضاً. . . هو أيضاً. . .

وكانت أكتافها تهتز من شدة انفعالها.

حيث أننا لا نحب. . وأن قلوبنا قدت من صخر. . أو أنها لا تعرف للصدق معنى وحبنا كاذب. . وأن أساسنا كاذب. . .).

وكانت عيناها تنظران نحو الباب. . وما كادت تلفظ الكلمة الأخيرة من كلامها حتى هبت مذعورة تطلب مني السماح لها بالذهاب.

- أستميحك عذراً، هاهو قد جاء. قالت ذلك ومدت يدها تصافحني وعيناها شاخصتان نحوه، فودعتها وأنا أنظر إلى القادم أتفحصه. . نظرت ملياً فرأيت (الخطاط) الأسود قد كسا حاجبيها لوناً غير اللون الطبيعي، ولعب (المنقاش) فيه فأضاع بلعبه ذلك الشكل الطبيعي الإلهي. . .

وهذا اللون القرمزي الذي يعلو خديها ليس ذلك اللون الذي أودعه الله في الوجنات. . .

ونظرت إلى شفتيها فما رأيت فيهما تلك الحمرة الطبيعية التي تحاكي الدم القاني. . واستمعت إلى صوتها فإذا به قد فقد حلاوته، وليس بذلك الصوت الملائكي الساحر الذي كانت تنادي به أمها وهي في المهد.

وشيء واحد لم يتغير فيها، ذلك هو عيناها!. . .

لقد كانت عيناها تشتعلان بنار الحرص كما اشتعلت عينا حواء حينما نظرت إلى آدم لأول مرة. .

محمود يساري

<<  <  ج:
ص:  >  >>