للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عصرنا الحاضر مع تقادم العهد وتطاول الزمن: فمن هذا القبيل:

(سعادات) ابنة الشيخ نور الدين البوشي. تزوجها البقاعي بعد موت والدها ونالها منه من الذل ما لم يكن لها في حساب، بل نال طلبة أبيها من أجل مساعدتها ما شاء الله، وكذا مس أخاها منه كل سوء فلم تحتمل وسألته الطلاق بعد ولادتها منه وأشهدت عليها أنها متى رامت نظر الولد أو أخذه كانت ملتزمة بخمسمائة دينار، وسمحت بمفارقة ولدها ومهجتها مع مزيد حبها له). وكذلك (فاطمة) ابنة الحنبلي تزوجها سبط العز الحنبلي عز الدين محمد بن الشهاب الجوجري فلم يحصل التئام ففارقهما بعد بذل له وإبراء).

وما كان المؤلف ليحجم عن انتقاد ما يجب انتقاده من أحوال مترجمات كتابه:

(إلف) ابنة القاضي علم الدين البلقيني، تزوجها عبد القادر ابن الأحمدي، ثم عبد القادر بن الرسام الحموي، ثم أمير المؤمنين المستنجد بالله يوسف، ثم فارقها واتصلت بابن عمها البدر أبي السعادات بعد موت زوجته أختها وأقبلت حينئذ على الخير وقررت في مدرسة جدها عند قبره قرّاء في كل يوم، وقامت بأمر المدرسة وبتفقد الفقراء والأرامل، وتزايد ذلك بعد موت ولدها حتى صارت فريدة في أقربائها وأمثالها، ورتبت قرّاء يقرءون عندها الحديث والتفسير)، إلى أن يقول: (ولا أحمد كثيراً من تصرفاتها خصوصاً فيما يتعلق بالأيتام).

وكنا نرغب لو أن المؤلف كان أكثر إيضاحاً فيذكر لنا ما لم يعجبه من تصرفاتها وهي التقية الصالحة التي زخرت حياتها بعمل البر والإحسان.

وقد قص علينا حادثة لعب فيها السحر دوره، وذهب ضحيته نفسان بريئتان لا نعلم مبلغ التهمة المنسوبة إليهما من الصحة.

(شيرين) الرومية، هي أم الملك الناصر فرج بن برقوق، ولما تسلطن ابنها صارت (خوند الكبرى) وسكنت قاعة العواميد بقلعة الجبل بعد أن تحولت منها (خوند ازد) زوجة سيدها، ولم تلبث إلا يسيراً حتى تعللت ولزمت الفراش، وكثرت القالة بسببه، واتهم جماعة بسحرها، وظن ابنها أن ذلك من بعض الخوندات زوجت أبيه وبغضاً، لأنها مع كونها بارعة الجمال سارت سيرة جميلة من الحشمة والرياسة والكرم مع الاتضاع الزائد والخير والدين. ولها معروف ومآثر حسنة، جدّدت بمكة رباط الخوزي ووقفت عليه وقفاً وأصلحت

<<  <  ج:
ص:  >  >>