للنزعة القومية الداخلية. وقانون الصحافة الجديد قوامه عصبة من الكتاب المتعصبين لنظريات الجنس هم أعضاء جمعية الصحافة القومية، ولهم وحدهم الحق في الكتابة تحت الرقابة الحزبية، ويعاقب من يخرج منهم على قانون الجمعية أو على مبادئها بالحبس سنة؛ وكل ناشر يشجع كاتباً ليس ملتحقاً بجمعية الصحافة وينشر له شيئاً يعاقب بالحبس والغرامة وكل ما يكتب تفرض عليه رقابة صارمة؛ وتخضع الحركة الفنية لمثل هذا النظام الحديدي؛ وترى مس تومبسون أن ما يسود الحركة الثقافية اليوم من تلون ونفاق أساسه الاضطهاد والخوف يجعلها في نظر العالم المتمدن مأساة مروعة تفوق تلك المأساة التي يعرضها الكتاب المنفيون أنفسهم؛ فبين أولئك المنفيين اليوم أعظم كتاب ألمانيا المعاصرة مثل توماس مان، وأخيه هينريش، وأرنولد زفايخ، وأريك ريمارك، وطائفة أخرى من أقطاب الكتاب اليهود.
والأدب الألماني يصدر اليوم في ظل النازي بكثرة، ولكنه أدب محتضر تنقصه روح الابتكار، وينتظر زعماء النازي عبثاً ظهور العبقريات الأدبية الممتازة. ذلك أن حرية الفكر هي روح كل أدب وفن؛ وما دام التفكير مصفداً والآراء مملاة، فسوف يكون ثمة أدب وثمة كتب ومجلات، ولكن لن يكون ثمة أدب جميل أو رفيع؛ وسيكون ثمة كتاب، ولكن كتاب محترفون أرقاء.
دائرة معارف للجنس الأسود
سيكون للسود في القريب العاجل دائرة معارف خاصة تتحدث عن كل ما يتعلق بهم من الخواص الجنسية والشؤون السياسية والاجتماعية، والتاريخ والمدنية؛ وتعد هذه الموسوعة الجديدة الآن في أمريكا؛ وقد وضع المشروع منذ سنة ١٩٣٢، وانتخب لرآسة اللجنة المشرفة على تنفيذه زعيم السود الدكتور دي بوا أستاذ علم الاجتماع في جامعة اتلانتا؛ وتشمل اللجنة ممثلين لجمعية تقدم العلوم الأفريقية، ومجلس الجمعيات العلمية الأمريكية ولجنة التعاون الدولي؛ وستعنى الموسوعة بالتحدث عن جميع أطوار حياة الجنس الأسود وتاريخه ومدنيته، سواء في إفريقية أو أمريكا؛ وسيكون لهذه الموسوعة الطريفة شأن عظيم في دوائر الأدب والسياسة والاجتماع؛ وسيعطى لها اسم (موسوعة الرجل الأسود)