بعطف ورقة حتى توفي؛ ونظم لامارتين فيه قصيدة مؤثرة؛ وما زال قبره في تلك الأنحاء يعرف بقبر (جوسلين) بطل منظومة لامارتين.
من أرض البكم
صدر أخيراً بالألمانية كتاب عنوانه (من أرض البكم) بقلم الكسندرا آنسروفا: وأرض البكم هي سجون روسيا السوفيتية ومعاقلها التي خصصت لنفي الأحياء وإخراس الألسن؛ والكسندرا آنسروفا هي نبيلة من نبيلات روسيا القيصرية، كانت أيام الثورة فتاة في السادسة عشرة، فقبض عليها البلاشفة وزجوها إلى السجن بين من زج من النبلاء والنبيلات؛ وما زالت الكسندرا تتقلب من سجن إلى سجن ومن منفى إلى منفى بلا تهمة ولا ذنب معين إلا أنها من النبيلات، وتعاني أروع الآلام المادية والمعنوية، تارة في جزر البحر الأبيض الشمالي، وتارة في سيبيريا حتى سنة ١٩٣٢؛ وعندئذ أفرج عنها بعد اعتقال دام نحو خمسة عشر عاماً، وبعد أن ظهرت براءتها ناصعة؛ فلبثت في موسكو مدى عامين تدون مذكراتها عن (أرض البكم) ثم غادرت بعد ذلك موسكو إلى ألمانيا، وهنالك نشرت كتابها المذكور.
والكتاب يصف السجون والمعاقل الروسية في عهد البلاشفة وصفاً دقيقاً مروعاً، ومنه يتبين أنها ليست في العهد الحالي أقل شناعة وروعة منها أيام القياصرة؛ وفي الكتاب ملاحظات وحقائق غريبة عن الحياة الجديدة في روسي البلشفية.
الثقافة الألمانية في عصر النازي
نشرت الكاتبة الأمريكية دوروثي تومبسون في مجلة (الشؤون الخارجية) الأمريكية مقالاً عن (الثقافة في عصر النازي) استعرضت فيه خواص الحركة الأدبية والثقافية في ألمانيا الحاضرة، ومما قالته إن العالم الخارجي يدهش اليوم لأن أصوات الكتاب الألمان لا تسمع، ولأنهم رضوا طائعين أن يكونوا آلة صماء للسياسة والوحي السياسي، ولكن الحقيقة أن هنالك مبررات قوية لهذا الخضوع المطبق؛ ذلك أن الحركة الفكرية والثقافة كلها قد وضعت في ألمانيا الحاضرة تحت نظام حديدي مطلق، ومن المستحيل اليوم أن يصدر في ألمانيا كتاب أو نشرة ديموقراطية أو اشتراكية، أو أدب يصطبغ بالصبغة الدولية مخالفاً