العربي الذي يكنفها ويلفها ويقذفها بموجه من الشمال والجنوب والشمال واليمين؟ هي الحراب الحليفة لا شك. ولكن الحماة مواطنهم في شمال الأرض، وهم أمة لا مناص من أن يلحقها داء الأمم وتدركها عقابيل الشيخوخة، وحينذاك أو قبله بكثير يستيقظ الثأر الراقد، وينهض الوتر الرابض، ويتنادى أبناء الشرق عليكم، فلو نفخوكم لأطاروكم. . . فأيما أمانٍ وقرارٍ وقيمةٍ لبلد فقد أهم عناصر الاستيطان وهو الدوام؟!
ألا إنها خدعة عبقرية، أو قل هي عصا القدر تسوقهم إلى شبكة محبوكة فاغرة لتصديق نبوءة النبي العربي الكريم. (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين).
أيها المؤتمرون بتراث العروبة! كلمة من شباب العرب والإسلام: إننا اعتزمنا أن نحيا أعز حياة وأمجدها، مدفوعين إلى ذلك بوحي أرضنا أرض التاريخ والرسالات، والميراث الروحي، وبهتاف أبطالنا وأعلام تاريخنا، تحيط بنا أفواج مجندة من أرواح الشرق التي نعيش معها ونلقَن عنها؛ ولن يعوق اندفاعنا عائق، لأن عجلة الفلك تدفعها يد القدر، وهي التي تدفعنا لنأخذ دورنا الثاني في تنمية الميراث الإنساني وغسل الأرض. . .
ألا فأفسحوا الطريق ولكم حسنة، قبل أن تفسحوه وعليكم كلمة السوء! فأننا عما قليل سيلٌ يتحدر من صبَب، ونار تشتعل في حطب! (ومنذا يرد على الله القدر)!