١٩٠٦، فرسالة (خلافة المهتدي) التي تقدم بها إلى الجامعة للحصول على درجة علمية، فكتاب (المتنبي وأبو العلاء المعري) وهو بحث ممتع دقيق فيما كان للمتنبي من التأثير في فلسفة أبي العلاء وشعره وبالأخص فلسفة التشاؤم الغالبة في شعر فيلسوف المعرة وفي آرائه الدينية، ودراسة عن شعر الشاعر الدمشقي (أبي الفرج الوأواء)، وترجمة ديوانه، وكتاب (البديع لابن المعتز)، ودراسة عن (الرواية التاريخية في الآداب العربية العصرية)، ثم هذا البحث الممتع الذي نشره في الملحق الأول من دائرة المعارف الإسلامية.
ومما يجدر بنا ذكره أن العلامة كراتشقويفسكي أشرف على ترجمة كتاب (الأيام) لطه حسين، و (عودة الروح) لتوفيق الحكيم إلى الروسية، وهو يشغل الآن كرسي أستاذ الأدب العربي بجامعة لينجراد، تعاونه في مهمته سيدة فلسطينية هي كلثوم فاسيلفا التي وقفت جهودها على نقل الآثار النفسية في الأدب العربي إلى الروسية.
(المترجم)
١ - لمحة عامة - عوامل التقدم - العصور
ليس من اليسير على الباحث المحقق أن يعثر على بعض آثار النهضة الأدبية في العصور السابقة للقرن التاسع عشر. فإنها كانت مجرد مظاهر فردية الغرض منها إحياء الفنون اللغوية القديمة، دون محاولة التجديد في الأدب؛ وكان من جراء الروابط المتينة التي نشأت بين الأقليات المسيحية في سوريا ودوائر روما واستامبول أن بزغت مدرسة أدبية خاصة، يتصدرها مطران حلب الماروني السيد جرمانوس فرحات (١٦٧٠ - ١٧٣٢)؛ إلا أن العرب لم يتأثروا بالتيارات الفكرية في أوربا إلا بعد الحملة الفرنسية (١٧٩٨ - ١٨٠١). فإذا أردنا أن نبين مظاهر الثقافة الأوربية التي تركت أثراً أعمق من غيرها في التفكير العربي، ألفيناها في الوصف الذي أورده الجبرتي لأول مطبعة حروف، ورأيناه في أول مكتبة نظمت على النمط الأوربي في دار الشيخ حسن العطار (١٧٦٦ - ١٨٣٤) الذي أصبح فيما بعد شيخ الجامع الأزهر. وإن في هذين المثلين فكرة عن بعض العوامل التي قامت بدور هام في تكوين الأدب العربي الحديث، وقد أنشئت في ذلك الحين دور جديدة للعلم على الطراز الأوربي، فأنشأ محمد علي الكبير مدارس لتعليم الطب والعلوم الفنية