القومي!!. . . إنني سمعت الأنشودة التي غنيتها لك في المرقص، ولكن المرقص يحمارُّ خجلاً، ويتفصد جبينه عرقاً، إذا وقف أزواجه أمام هذا الشاطئ. . . إن الشاب يتعلم ليتعطل، والعامل يعمل ليجوع، والاقتصاد المصري يزخر كتيار النيل ليصب في البحر الذي يجمعنا بأوربا. . . أفهذا الشباب الناهض، بل الرابض، هو الذي سيبني الأسطول البحري، والأسطول الجوي، ويقطع الصحراء راجلاً إلى الحدود. . .!! ومع هذا فقد شرع له أساتذة الجيل أسوأ شرعة عندما أعطوا جائزة لذلك الباحث الذي شرط على رجل القرن العشرين أن يكون (وصوليا) لكي ينجح. . .!! فإذا سألت عن هؤلاء الأساتذة، فاعلم أن منهم صاحب (حياة محمد)، وأن منهم أيضاً تلميذ محمد عبده!!
ومع ذلك أيضاً. . . فكل شيء بخير.
كل شيء بخير: سيدتي المركيزة، المتاع سرق، والقصر يحترق، وكل شيء بخير. . .
وكنا كلما بعدنا عن الكازينو هدأ الموج وسكن البحر؛ قلت: ما للموج لا يرغي ولا يزبد إلا حيث هؤلاء الناس يجتمعون؟ فأجاب صديقي:(إنني سمعت إحداهن تقول لأختها: إن الموج يتدافع نحوها كما يتدافع الهوى أو الهواء، تارة في عنف، وتارة على استحياء. فردت عليها الفاجرة تقول: اسمعي! إنني سأذيع لك السر الذي بيني وبينه: (إنه يتظاهر أمام الناس بأنه يلاطم الشط ولكنه في الحقيقة يقبل قدمي. . وهأنذي أركض بهما في ذلك المغتسل البارد. . وأسلمهما للقبل).
وكنا قد دنونا من السارية، ثم وقفنا تحت العلم، فيا لتوفيق الله سبحانه! إنه علم فرق الجوالة من شباب الجامعة الأشداء جاءوا يضربون خيامهم على هذا الشاطئ ويضربون لفتيانه المثل العالي. . وجاءوا ليبعثوا فينا الأمل الذي قضى أو كاد.
ورجعنا في العاشرة صباحاً، وكان الراديو يجلجل في الآفاق جميعها بآيات الله العلي! قلت يا صديقي بل هنا الأمل.