عبيد، ومحمد البزم (١٨٨٧)، ومحمد الشريقي (١٨٩٦) وسليمان الأحمد المعروف باسم (بدوي الجبل) الخ.
وفي المهجر كثير من الشعراء الذين تطبع مؤلفاتهم وتذاع في بلاد أخرى، بخلاف الأمر في سائر الأقطار العربية حيث لا تتعدى شهرة الشعراء النطاق المحلي ولا يقدر مؤلفاتهم سوى مواطنيهم (مثال ذلك محمد الشاذلي خازندار بتونس). أجل، إن الشعر الغنائي العصري منوع المقاصد، مشبع بروح الفن الناضج الدقيق، ولكن المجال لا يزال متسعاً لابتكار أساليب أرحب مدى. وقد ظهرت ترجمة (الإلياذة) للبستاني في عام ١٩٠٤ لكنها لم تسفر إلا عن بعض محاولات تقليدية، أما الشعر الشعبي (الزجل) الذي تستعمل فيه العامية بدلاً من الفصحى، فالواقع أنه لم ينتج سوى مؤلفات فكاهية انتقادية، شأنه كما كان في الأزمنة السالفة (أسعد رستم بأمريكا)، وأكثرها يرمي إلى أغراض سياسية (عمر الزعني بسوريا).
ب - القصة والأقصوصة:
لم تنشأ القصة أو الأقصوصة من أصل عربي كالمقامات والقصص الحماسية بل ترعرعا بتأثير الأدب الأوربي المباشر. وقد ظهرت أولاً القصة التاريخية التي لم تصل إلى شأو الكمال من الوجهة الأدبية. كان أول بزوغ هذا النوع في محيط البستاني بسوريا، وعني به ابنه سليم (١٨٤٨ - ١٨٨٤) بقصد اتخاذه وسيلة في التربية والتعليم. وفي عام ١٨٨٤ وضع جميل المدور (١٨٦٢ - ١٩٠٧) أخبار أيام هارون الرشيد (؟) فارتفع بهذا النوع إلى مكانة أسمى، وإن كانت تلك (الأخبار) أقرب إلى الآثار منها إلى الأدب، وقد بلغت القصة التاريخية ذروتها في مؤلفات جورجي زيدان، حيث كان يطالع القراء بقصة في كل سنة تقريباً، قصة جديدة من سلسلة تاريخية طويلة الحلقات.
ولقد ولد زيدان مؤرخاً بطبعه، فأراد أن يتخذ من قصصه وسيلة لجعل التاريخ في متناول العامة، وأن يهيئ للجمهور مطالعات طريفة سهلة، فالغرض الذي كان يرمي إليه هو التعليم والتثقيف، ولذا تراه لا يعلق أهمية تذكر على المسائل الأدبية البحتة. وقد نالت مؤلفاته إقبالاً منقطع النظير، بل إنها كانت فاتحة عهد جديد في الأدب العربي الحديث.