هذا القرآن، (٦) ثم يخرجُ إلى ذكر معجزة هذا المتنبي في حبس المدرار (المطر)، لقطع أرزاق العصاةِ والفجار، (٧) ثم يقول إنه خرج مع غلام أبي الطيب ليرى المعجزة، فلمّا استيقنها واطمأن بها قلبُهُ انفلت إلى أبي الطيب وهو يقول:(أبسُط يدك. . . أشهدُ أنك رسولُ الله) فبسط يدهُ فبايعه بيعة الإقرار بنبوّته، (٨) ثم لم يَنِ هذا اللاذقيّ حتى أخذ بيعته لأهله، (٩) ثم يقول بعد: (ثم (صَحَّ) أن البيعة عمّت كل مدينة بالشام) (يا سبحان الله)، (١٠) ثم يعقِّبُ على ذلك أن معجزةَ أبي الطيب كانت (بأصغر حيلةٍ تعلمها من بعض العرب وهي (صدحة المطر)، (١١) ثم يزعُم أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل اللاذقي رضي الله عنه! (أنه رأي أهل السُّكون وحضرموت والسكاسك من اليمن يفعلون ذلك ولا يتعاظمونه، حتى إن أحدهم ليصدح عن غنمه وإبله وعن القرية التي هو فيها فلا يصيبها شيء من المطر، (١٢) ثم يقول إنه سأل أبا الطيب هل دخلت السكون، فيقول له: نعم! أما سمعت قولي:
ثم يقول هذا اللاذقي بعقب ذلك:(فمن ثمَّ استفادَ (أبو الطيب) ما جوّزه على طغام أهل الشام)، (١٣) ثم يختم حديثه بما كان يُمَخرقُ به أبو الطيب على أهل البادية بإيهامهم أن الأرض تُطْوى له وكيف كان ذلك؛ (١٤) ثم يزعمُ أن أبا الطيب سئلَ في تلك الأيام عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(أخبر بنبوَّتي حيث قال: (لا نبيّ بعدي)، وأنا أسمى في السماء (لا)).
هذا مختصر حديث هذا اللاذقيّ، وأنت إذا قرأته بتمامه رأيته أحمق قولٍ يعجزُ عن الإتيان بمثله أحمق معتوهٍ لما فيه من الاضطراب والسخف والتلفيق والكذب، وقلة مبالاة هذا الرجل بنسبة الكفر إلى نفسه حين زعم أنه قال لأبي الطيب:(ابسط يدك، أشهد أنك رسول الله) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه أغراضٌ في كلام اللاذقي قد بينا لك عددها (١٤) تناول منها الأخ سعيد ثلاثة أغراض هي الثلاثة المتتابعة في تعدادنا، وقذف بالباقيات وردها وأهملها لأنها مما (يرفضه العقل، ويكذبه الواقع) كما قال في كلمته الأخيرة، ومن قبل ما قال في كلمته التي نشرها في