واسترد مارسل الثوب بعد أن دفع قيمة الرهن، وخرج مع صديقه - الذي أصر على أن الرهن ليس من أجل روجيت - فقصد دار ميمي تنفيذاً لرهان عقداه.
- ٧ -
- ذهبت الآنسة إلى الصلاة.
هذا ما قاله البواب للطالبين عندما سألاه عن ميمي.
فصاح أوجين في عجب: إلى الصلاة!
وردد مارسل: إلى الصلاة! هذا مستحيل لأنها لم تبرح الدار. دعنا ندخل فنحن أصدقاء قدماء.
ولكن البواب أكد لهم أنها خرجت مذ هنيهة إلى الكنيسة المجاورة دأبها كل صباح. وفيما هم كذلك إذ ظهرت تجتاز الشارع فأسرع مارسل ينعم النظر في أثوابها فرآها ترتدي غلالة عتيقة مؤتزرة بستارة نافذة من الصوف الأخضر، وقد سترت رأسها بنصيف أبيض فبدت بهذه الأطمار خلابة وأزاحت الستر قليلاً فبانت قامتها الهيفاء. وقالت للفتيين: - هذا ثوب تفضل.
فقال مارسل - لعمري إنك فاتنة. قالت: إني غدوت كحزمة. قال: بل طاقة ورد، وإني نادم إذا رددت لك ثوبك. قالت: وأين وجدته؟!
قال: فككت أسره، وأطلقت رقه، ودفعت فديته، فهل تغفرين جرأتي؟
قالت: نعم وسأنتقم.
وأخذت ترقى الدرج إلى غرفتها وخلفها الصديقان حتى وصلت إليها، فدخلوا جميعاً. وقال مارسيل: - لا أعيد لك الرداء إلا على شرط.
قالت: ويحك! أشروط! إنها حماقة لا أريدها.
قال: لقد تراهنا! فقولي بصراحة لم رهنت ثوبك؟
قالت: دعني أرتديه ثم أخبركما عن السبب. استرا وجهيكما كي لا أضطر إلى لبسه في الخزانة أو على السطح. فأجاب مارسل: - اطمئني فلن نختلس نظرات.
- إني أثق بكما ولكن قيل: أحذر الأمين.
وخلعت الستارة وألقتها على وجهي الشابين، وأمرتهما بالصمت والخضوع، فقال مارسيل: