الماضي، وكان مولده في سنة ١٨٢٤؛ وتوفي في سنة ١٨٩٦؛ وتخصص في الموسيقى الكنسية؛ واشتغل أولاً موسيقياً لكنيسة لنز، ثم انتخب موسيقياً لكنيسة البلاط؛ وعين بعدئذ أستاذاً للكونسر فتوار؛ وطاف بروكنر أنحاء العواصم الأوربية وعرض فيها (سيمفونياته) الشهيرة وهي من أبدع ما وضع من مقطوعات الموسيقى الكنسية. ومما يؤثر عنه أنه كان ورعاً جداً حتى إنه أهدى مقطوعته الأخيرة المعروفة (بالمقطوعة التاسعة) إلى (الله سبحانه وتعالى) ولكن الموت عاجله ولم يتمها؛ وكان القيصر فرانز يوسف يغدق عليه حبه وعطفه حتى إنه أهدى إليه مسكناً فخماً في قصر (البلفدير) الشهير.
هرمان فندل
نعت إلينا أنباء باريس الأخيرة الكاتب الألماني المعروف هرمان فندل فقد توفي فيها في الثانية والخمسين من عمره؛ وقد ولد هرمان فندل ألمانياً في مدينة متزمن من أعمال اللورين، ولكن اللورين ضمت بعد الحرب إلى فرنسا، فغدا فرنسياً، وتلقى فندل دراسته في ميونيخ ودرس الفلسفة والتاريخ؛ وخاض منذ الحداثة غمار السياسة، وانضم إلى الحزب الديموقراطي، واشتغل بالصحافة، واشتهر بمقالاته القوية اللاذعة، ثم اعتزل السياسة واشتغل بالتاريخ، وتوفر على دراسة تاريخ يوجوسلافيا السياسي والاجتماعي، وقام فيها برحلات ومباحث عديدة حتى غدا مؤرخها الأخصائي. وأهم كتبه عنها كتابه المسمى:(نضال السلافيين في سبيل الحرية والوحدة)
وله كتاب آخر في دراسات مختلفة عن يوجوسلافيا عنوانه:(في أرجاء يوجوسلافيا الجنوبية)
وفي سنة ١٩٢٠، طلبت إليه الحكومة الألمانية أن يكون سفيراً لها في بلغراد فأبى؛ وفي سنة ١٩٢٩، أنعمت عليه جامعة بلغراد بلقب الدكتوراه الفخرية لخدماته الجليلة لقضية السلافيين.